كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 5)

الناحية - حتى أفلتُّ وما عليَّ قِشرةٌ (¬١). قال: فلقيتُ حَبَشيَّةً، فأخذتُ قِنَاعَهَا (¬٢)، فجعلته عَلَى عَورَتِي، فقالت: كذا وَكذا، فقلت: كذا وكذا فأتيتُ جعفرًا حتى دخلتُ عليه فقال: ما لك؟ فقلتُ ذُهِبَ بكل شَئٍ لي حتى ما تُرِكَ عَلَيَّ قشرةٌ، وما الذي ترى عليّ إلا قِناعُ حَبَشيّةٍ. قال: فقال: انطلق، فانطلقت معه حتى انتهينا إلى باب الملك فقال: ائْذَنْ لحِزْبِ الله، قال آذِنهُ: إنه معَ أهلهِ، قال: قال فاستأذِنْ لي، فاسْتأْذَنَ لهُ فقال: إن عَمْرًا قد تابعنى على دينى قال: كلا، قلت: بلى، قال: كلا قلت: بلى قال: فقال لإنسان: اذهب فإن كان قد فعل فلا يقولَنَّ لك شيئًا إلا كتبتَه، قال: فجاء، فقال: نعم. فجعل يكتب ما أقول حتى ما تركتُ شيئًا حتى القَدَحَ ولو شئتُ أن آخذ من أموالهم إِلَى مَالِي لفعلتُ *).
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنى ربيعة بن عثمان، عن يَزيد بن رُومان. قال محمد بن عمر: وحدثنى أَفلَح بن سعيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن رُقَيْش، عن أي بكر بن محمد بن عَمْرو بن حَزْم قالا: عَقَد رسولُ الله، - صلى الله عليه وسلم -، لعمرو بن العاص لواءً أبيض، وجعل معد رايةً سوداء وبعثه في ثلاثمائة من سَراةِ المهاجرين والأنصار إلى ذَاتِ السَّلَاسِل (¬٣)، فبعث إلى رسولِ الله، - صلى الله عليه وسلم -، رافعَ بن مَكِيث الجُهَنيّ يستمده ويخبره أن لهم جَمْعًا كثيرًا من بَلِيٍّ وقُضَاعَة وغيرهم، فأمدَّه بأبى عُبَيْدَة بن الجَرّاح في مائتين من سَراةِ المسلمين فيهم أبو بكر وعُمَر، وعقد له لواءً وعهد إليه إِذَا قَدِمتَ على صاحبك فتطاوعا، فَقَدِمَ عليه فاختلفا في الصلاة، فقال عَمْرو: إنما قدمت عَلَيَّ مددًا لي، فطاوعَهُ أبو عُبَيدة لوصية رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - إياه، فكان عَمْرو يصلى بالناس كلهم ويتأَمَّرُ عليهم (¬٤).
قال: أخبرنا وَكِيع بن الجَرَّاح، وعبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المُقْرِئ، قالا: حدثنا موسى بن عُلَيّ بن رَبَاح الَّلخْمِيّ، عن أبيه، قال: سمعت عَمْرو بن
---------------
(¬١) أي: اللباس.
(¬٢) القناع: ما تغطي به المرأة رأسها.
(¬٣) ذات السلاسل: وراء وادى القرى، وبينها وبين المدينة عشرة أيام (ابن سعد: الطبقات).
(¬٤) راجع الواقدى: المغازي، ص ٧٦٩ - ٧٧١.

الصفحة 53