قال: أخبرنا وَكِيعُ بنُ الجَرَّاح، عن المنذِرِ بن ثَعْلَبَة، عن عبد الله بن بُرَيْدَة، قال: قال عُمر لأبى بكر، لَمَّا لَمْ يَدَعْ عَمْرُو بن العاص الناسَ أن يوقدوا نارًا ألا ترى إلى هذا ما صنع بالناس يَمْنَعُهم منافِعَهم؟ قال: فقال أبو بكر: دَعْهُ، فإنما ولّاهُ رسولُ الله، - صلى الله عليه وسلم -، علينا لِعِلْمِهِ بالحَرْب (¬١).
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حَبِيبَة، عن داود بن الحُصَيْن أن النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، بعثَ عَمْرَو بنَ العاص واستعمله على أصحابه في وجه من تلك الوجوه، فلما قَدِمُوا قال: كيف وَجَدْتُم أَمِيرَكم؟ قالوا: ما وجدنا به بَأْسًا مِنْ رَجُل، صلى لنا وهو جُنُبٌ، فدعاهُ فسأله فقال: ما يقول هؤلاء؟ قال: صَدَقُوا. أَصَابَتْنى جنابةٌ وأنا مريضٌ شديدُ المرض، فتخوفت إن اغتسلت أَنْ أقتل نَفْسِى والله يقول: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (¬٢) [سورة النساء: ٢٨].
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا أبو بكر بن عَيَّاش، قال: حدثنا عاصم، عن الحارث بن حَسَّان البَكْرِيّ، قال: خرجت إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - أو قال: قَدِمْتُ على رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - فدخلت المسجد، فإذا رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، على المنبر وبلَال بين يديه مُتَقَلِّدًا بالسيف، وإذا راياتٌ سود بين يديه، فقلت: ما هذا؟ قالوا: عَمْرو بن العاص قَدِمَ من سَفَرِه الذي بعثه النبي، - صلى الله عليه وسلم -.
قال: أخبرنا عَفّان بن مُسْلِم، قال: أخبرنا سَلَّام أبو المنذِر، عن عاصم بن أَبِى النَّجُودِ، عن أبي وائل، عن الحارث بن حَسّان البَكْرِيّ، قال: وأخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنى عبد الملك بن يزيد، عن سَعيد بن عمرو الهُذَلِيّ، قال: لما فتح رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، مَكّةَ بَثَّ السَّرَايا، فبعث عَمْرَو بن العاص إلى صنم هُذيل سُواع - فهدمه، فكان عَمرو يقول: انتهيتُ إليه وعنده السَّادِنُ، فقال: ما تريدُ؟ فقلتُ: هَدْم سُواع. فقال: وما لك ولَهُ؟ فقلت: أمرنى رسول الله،
---------------
(¬١) الذهبي: سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٦٦
(¬٢) الخبر لدى ابن عساكر في تاريخه كما في مختصر ابن منظور وكذا الذهبي في سير أعلام النبلاء.