كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 5)

وأما خبِيب بن زيد فقال أتشهد أنى رسول الله؟ فقال: لا أسمع، فقال أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ فقال: نعم. فأمر به فقطعت يداه من المنكبين ورِجلاه من الركبتين ثم حَرقه بالنار (¬١).
قال: وأخذ عَمْرو بن العاص خفراءَ من بني تميم بعثهم الزِّبْرِقَان بن بَدْرٍ وقَيْس بن عاصم المنقَرِى حتى وردَ على قُرَّة بن هُبَيْرَة، فخرج قُرَّةُ في مائة من قومهِ خُفَرَاء له.
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنى هاشم بن عاصم الأَسْلَمي، عن المنذِرِ بن جَهم، قال: أقبل عَمرو بن العاص يلقى الناسَ مُرْتَدِّين حتى أتى على ذى القَصَّة، فلقى عيَيْنَةَ بن بدر خارجًا من المدينة، وذلك حين قدم على أبي بكر الصديق يقول له: إن جعلتَ لنا شيئًا كفيناك مَنْ وراءنا، فقال له عمرو: وما وراءك؟ فقال عُيَيْنَة: ابن أبي قحافة، وَالى الناس يا عَمْرو، استوينا نحن وأنتم! قال عمرو: كذبتَ يَابْنَ الأَخَابث مِنْ مُضَر. فلما قَدِم عَمْرو المدينةَ أخبر أبا بكر بما كان في وجهه وبمَا قَالَهُ قُرّة بن هُبَيْرة، وبما قَالَهُ عُيَيْنة بن بَدْر. وَأَتَى عَمْرُو خالدَ بن الوليد حين بعثه أبو بكر إلى الرِّدَّةِ، فجعل يقول: يا أبا سليمان لَا يُفْلِتَنَّ منك قُرَّةُ بن هُبَيْرة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثنا أبه بكر بن عبد الله بن أَبيَ سَبْرَة، عن عيسى بن عُمَيْلَةَ الفزاريّ عن أبيه، قال: لما جاءت بنو عامر إلى خالد بن الوليد ولم تكن ارتَدّت ولم تَنصر، وكانت قد وقفت، فقال خالد بن قُرَّة بن هُبَيْرة القُشَيرى قال: هَأَنَذَا! قال: قَدِّمهُ فاضْرِبْ عُنُقَه! أنت المكَلِّم عَمْرَو بن العاص بما تكلمتَ به وأنت المَتُرَبِّص بالمسلمين الدوائر؟ قال: يَابْنَ المُغِيرَةِ إِنَّ لي عند عمرو بن العاص شهادةً. فقال خالد: عَمْرو بن العاص الذي نقل عنك إلى الخليفة ما تكلمتَ به.
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال حدثنى محمد بن عبد الله، عن الزُّهْرِيّ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن ابن عباس، قال: أوثق خالد بن الوليد عُيَيْنَةَ بن بَدر، وقُرَّةَ بن هُبَيْرَة، وأرسل بهما إلى أبي بكر في وثاق فقُدم بهما إلى
---------------
(¬١) ابن الأثير: أسد الغابة ج ١ ص ٤٤٣.

الصفحة 60