كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 5)

قال: أخبرنا عبد الله بن نمير، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشَّعْبِيّ، قال: قدم أبو العاص بن الربيع من الشام ومعه أموال المشركين، وقد أَسلمَت امرأتُه زينب مع أبيها وهَاجَرت، فقيل له: هل لكَ إلى أن تسلم وتأخذ هذه الأموال التي معك، فإنها أموال المشركين؟ فقال: بِئْسَ ما أبدأ بهِ إسلامى أخون أمانتى! فكفلتْ عنه امرأتُه أن يرجع فيؤدى إلى كل ذى حَقٍّ حَقَّه، ويرجع فَيُسلم فَفَعَل وما فُرِّق بينهما.
قال: أخبرنا يَعْلَى بن عُبَيد الطنافسيّ، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رُومان، قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بالناس الصبحِ، فلما قام في الصلاة نادت زينب بنت رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: أيها الناس، إنى قد أجرتُ أبا العاص بن الربيع، فلما انصرف رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قال: هل سمعتم ما سمعتُ؟ قالوا: نعم: قال أما والذى نَفسُ محمدٍ بيده ما علمت بشئ مما كان حتى سمعتُ منه الذي سَمعتم، إنه يُجير على الناس أَدْناهم (¬١).
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثنا مُصعب بن ثابتٍ، عن عيسى بن مَعْمَرٍ، قال: محمد بن عمر: وحدثنا سعيد بن راشد، عن صالح بن كيسان، قالا: كان أبو العاص بن الربيع يُسمَّى جِروَ البَطْحاءِ: لأنه كان مُتَّلِدًا بِهَا متوسطًا فيها يعني في نسبه في قريش فأسلم ثم رجع إلى مَكَّةَ، ولم يشهد مع النبي، - صلى الله عليه وسلم -، مشهدًا، ثم قدم المدينة بعد ذلك، وتوفى في ذى الحجة سنة اثنتى عشرة في خلافة أبى بكر الصديق، وأوصى إلى الزبير بن العوام، وليس لأبى العاص عقبٌ إلا من قِبَلِ ابنةٍ وَلَدَتِ القاسمَ بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف.
* * *

٧١٩ - أبَانُ بن سَعيدِ
ابن العاص بن أُمَيَّة بن عَبْد شَمْس بن عَبْد مَنَاف. وأُمُّه هند بنت المُغِيرة بن عبد الله بن عُمَر بن مَخْزوم.
---------------
(¬١) انظر مسيرة ابن هشام ج ٢ ص ٦٥٧ - ٦٥٨
٧١٩ - من مصادر ترجمته: الإصابة ج ١ ص ١٥

الصفحة 8