كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 5)

المسلمين، لَوَدِدتُ أنى متّ قبله بعشر سنين، أما والله على ذلك ما ضربتُ بسيفٍ ولا طعنتُ برمحٍ ولا رميتُ بسهمٍ، وما رجل أجهد منى من رجل لم يفعل شيئًا من ذلك (¬١).
قال نافع: حَسِبْتُه ذكر أنّه كانت بيده الراية فقدم الناسَ منزلةً أو منزلتين.
قال: أخبرنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة ومحمد بن عبد الله الأسديّ قالا: حدّثنا مِسْعر قال: حدّثنا زياد بن سلامة قال: قال عبد الله بن عمرو: لَوَدِدتُ أنى هذه السارية.
قال: أخبرنا مَعْنُ بن عيسى قال: حدّثنا السَّرِيّ بن يحيَى، عن الحسن قال: رّبما ارتجز عبد الله بن عمرو بن العاص بسيفه في الحرب.
قال: أخبرنا مُسْلِم بن إبراهيم، قال: حدّثنا القاسم بن الفضل، قال: حدّثنا طلحة بن عُبَيد بن كَرِيز (¬٢) الخُزَاعِيّ، قال: كان عبد الله بن عمرو إذا جلس لم تنطق قريش، قال: فقال يومًا: كيف أنتم بخليفةٍ يملككم ليس هو منكم؟ قالوا: فأين قريش يومئذٍ؟ قال: يفنيها السيفُ.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم، قال: حدّثنا همّام بن يحيَى، قال: حدّثنا قَتَادَةُ عن عبد الله بن بُريدة، عن سليمان بن الربيع، قال: انطلقتُ في رهطٍ من نُسّاك أهل البصرة إلى مكّة فقلنا لو نظرنا رجلًا من أصحاب رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فتحدّثنا إليه، فدُلِلْنا على عبد الله بن عمرو بن العاص فأتينا منزله فإذا قريب من ثلاثمائة راحلة. قال فقلنا: على كلّ هؤلاء حجّ عبد الله بن عمرو؟ قالوا: نعم هو ومواليه وأحبّاؤه. قال: فانطلقنا إلى البيت فإذا نحن برجل أبيض الرأس واللحية بين بُرْدَينِ قِطْرِيَّيْنِ (¬٣) عليه عمامة ليس عليه قميص (¬٤).
---------------
(¬١) سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٩٢.
(¬٢) كَريز: بفتح أوله (تقريب).
(¬٣) في المخطوط والمطبوع "قَطَرِيَّيْن" والمثبت لدى الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٩٣.
ولدى ابن الأثير في النهاية (قطر) أنه عليه السلام كان مُتَوَشَحًا بثوب قَطَرِيّ " هو ضرب من البرود فيه حُمْرَة، ولها أعلام فيها بعض الخشونة.
وقيل: هي حُلُلٌ جِياد تُحمل من قِبَل البَحْرين.
وقال الأزهرى: في أعراض البحرين قرية يقال لها: قَطَر، وأحسب الثياب القَطْرية نسبت إليها، فكسروا القاف للنسبة وخففوا.
(¬٤) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٩٣.

الصفحة 88