كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 5)

قال فقلنا: أنت عبد الله بن عمرو، وأنت صاحب رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، ورجل من قريش، وقد قرأتَ الكتاب الأوّل وليس أحد نأخذ عنه أحَبّ إلينا، أو قال أعجب إلينا منك، فحدّثْنا بحديث لعلّ الله أن ينفعنا به، فقال لنا: ممّن أنتم؟ فقلنا: من أهل العراق، فقال: إنّ من أهل العراق قومًا يَكْذبِونَ وَيُكَذِّبون ويَسْخَرون، قال: قلنا: ما كنّا لنُكَذّبَك ولا نَكْذِبَ عليك ولا نسخر منك، حَدِّثْنا بحديث لعلّ الله أن ينفعنا به. فحدّثهم بحديث في بني قَنْطُورَاء (¬١) بن كَرْكَر.
قال: أخبرنا كثير بن هشام، قال: حدّثنا الفرات بن سليمان، عن عبد الكريم، عن مجاهد أنّ عبد الله بن عمرو بن العاص كان يضرب فسطاطه في الحِلّ ويجعل مُصَلّاهُ في الحرم فقيل له: لِمَ تفعل ذلك؟ قال: لأنّ الأحداث في الحرم أشدّ منها في الحِلّ (¬٢).
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدّثنا حِبّان بن عليّ، عن أَبِى سنان، عن عبد الله بن أبي الهُذيل، عن عبد الله بن عمرو، قال: لو رأيتُ رجلًا يشرب الخمر لا يرانى إلّا الله فاستطعتُ أن أقتله لقتلتُه.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدّثنا داود بن عبد الرحمن، عن عمرو بن دينار، قال: باع قَيّمُ الوَهْط فَضْلَ ماء الوهط فردّه عبد الله بن عمرو بن العاص.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا أسامة بن زيد، عن عبد الرحمن بن البَيْلَمَاني (¬٣) قال: التقى كعب الأحبار وعبد الله بن عمرو فقال كعب: أتطيّر يا عبد الله (¬٤)؟ قال: نعم، قال: فما تقول؟ قال: أقول اللهمّ لا طَيرَ إلّا طيرك ولا خير إلّا خيرك ولا ربّ غيرك ولا حول ولا قوّة إلّا بك، فقال: أنت أفقه العرب، إنّها لمكتوبة في التوراة كما قلتَ.
---------------
(¬١) ل "بني قَنْطُور " والمثبت رواية ث. ويؤكدها ما ورد لدى ابن الأثير في النهاية (قنطر) ومنه حديث عمرو بن العاص "يوشك بنو قنطوراء أن يخرجوكم من أرض البصرة".
(¬٢) الخبر لدى ابن عساكر بسنده ونصه.
(¬٣) البيلمانى: تحرّف في ل إلى "السَّلْمَانى" وصوابه من ث وتهذيب الكمال للمزى وتقريب ابن حجر.
(¬٤) يا عبد الله: من ث.

الصفحة 89