كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 5)

الله، - صلى الله عليه وسلم -، فرجع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، إلى المدينة، وكانت هذه الغزوة في شهر ربيع الأول في السنة الثانية من الهجرة، ثم مَنَّ الله عليه بالإسلام فقدم على رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فأسلم فلما أغار العُرَنيُّون على لِقَاح رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، بذى الجَدْر فذهبوا بها وقتلوا مولاهُ يَسَار، فبعث رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، كُرْزَ بن جابر في عشرين فارسًا سَرِيَّةً في طلبهم فأدركهم، فجاء بهم إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فقطع أيديهم وأرجلهم وسَمَلَ أعينهم وصُلبوا هناك، وذلك في شوال سنة ست من الهجرة (¬١).
وشهد كُرْز بن جابر الحُدَيْبية وخَيْبَر وفتح مكة، - وقُتل يومئذٍ شهيدًا، وذلك أنه أخطأ الطريق فسلك غير طريق رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فلقيه المشركون فقتلوه (¬٢).
قال: أخبرني عمّار بن نصر شيخٌ من أهل العلم قال: سمعت رجلًا من بني فهر - ابن تسعين سنة - يذكر أن كرز بن جابر كان يكنى أبا عبد الرحمن.
* * *

ومن موالى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -
٧٣٧ - ثوبان مولى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -
ويكنى أبا عبد الله وهو من أهل السراة، ويذكرون أنّه مِنْ حِمْيَر، أصابَهُ سباء فاشتراه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - فأعتقه، فلم يزل مع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، حتى قُبض رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فتحول إلى الشام فنزل حمص وله بها دارُ صدقة (¬٣)، ومات بها سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
---------------
(¬١) الواقدي: المغازي ص ٥٦٨ - ٥٧٠.
(¬٢) راجع ابن الأثير: أسد الغابة ج ٤ ص ٤٦٨.
٧٣٧ - من مصادر ترجمته: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج ٥ ص ٣٤٦ كما ترجم له المصنف فيمن نزل الشام من الصحابة.
(¬٣) كانت حَبْسا على مهاجرى فقراء ألهان - أخو همْدان القحطاني.

الصفحة 98