أنفسهم من الكُفر والضِّغْن والغِشّ، فصرخ كَلَدَةُ بن الحَنْبل: ألا بطل السحر اليوم! فقال له صفوان بن أمية: اسكت، فَضَّ الله فاك! والله لأن يَرُبَّنى ربٌّ من قريش أحب إليّ من أَن يَرُبّنى رب من هَوَازِن (¬١).
ثم أسلم كلدة بعد ذلك بإسلام صفوان بن أمية، ولم يزل بمكة مقيمًا، وقد روى عن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -.
قال: أخبرنا رَوْخ بن عُبَادة قال: حدّثنا ابن جُرَيج قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان أن عَمرو بن عبد الله (¬٢) بن صفوان أخبره: أن صفوان بن أمية بعثه في الفتح بلِبَإ وجداية (¬٣) وضَغَابيس، والنبى، - صلى الله عليه وسلم -، بأعلى الوادى. قال: فدخلت عليه ولم أسلّم ولم أستأذن، فقال النبي، - صلى الله عليه وسلم -: ارجع فقل السلام عليكم، أأدخل؟ - بعد ما أسلَم صفوان -. قال عمرو: وأخبرنى هذا الخبر أمية بن صفوان، ولم يقل سمعته من كَلَدة (¬٤).
* * *
ومن بنى عامر بن لُؤَى:
١١١١ - سُهَيْل بن عَمْرو
ابن عَبد شمْس بن عَبْد وُد بن نَصْر بنِ مَالِك بن حِسْل بن عامر بن لُؤَيّ
---------------
(¬١) انظره لدى الواقدي في المغازي ج ٣ ص ٩١٠
(¬٢) في الأصل هنا "عبيد الله" وصوابه مما أورده المصنف في ترجمته لكَلَدَةَ بن حنبل فيمن نزل مكة من الصحابة.
(¬٣) في الأصل هنا "بلِبَآء وجِدَاء" والمثبت رواية المصنف بنفس الإسناد هذا في ترجمته لكَلَدَةَ بن حنبل، وهي توافق ما لدى البخاري في التاريخ الكبير ج ٧ ص ٢٤١.
عدا "لِبَإ" فقد وردت فيه "لبن" ورواية الترمذى: كتاب الاستئذان ج ٥ ص ٦٢ "بعثه بلبن ولبَاء وضغابيس" هذا وفى حواشى بعض النسخ الخطية من ابن سعد الخاصة بالترجمة الأخرى لكَلَدَة "الجَدَايَة: ولد الظباء. والضغابيس: نَبْت بمكة". واللَّبَأ - بوزن عنب - أول ما يحلب عند الولادة.
ولدى ابن الأثير في النهاية (جدا) فيه أُتِى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بجَدايا وضَغَا بيسَ" هي جمع جدابة، وهي من أولاد الطاء ما بلغ ستة أشهر، أو سبعة. ولديه كذلك (ضغبس) فيه "أن صفوان بن أمَيَّة أهدى لرسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، ضَغَابِيسَ وجَدَاية" هي صغار القِثَّاء، واحدها ضُغْبوس.
(¬٤) انظره لدى ابن الأثير في أسد الغابة ج ٤ ص ٤٩٧ بنفس الإسناد هنا.
١١١١ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٢ ص ٤٨٠، كما ترجم له المصنف فيمن نزل مكة من الصحابة وكذلك فيمن نزل الشام من الصحابة.