كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 6)

عَوْف ومُعَوِّذ، وذلك قبل أن يُضرب الحجاب، فقالت سَوْدَة بنت زَمْعة: فأتينا فقيل لنا: هؤلاء الأسرى قد أُتِي بهم. فخرجت إلى بيتى ورسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فيه، وإذا أبو يَزيد مجموعة يداه إلى عنقه في ناحية البيت، فوالله ما ملكت حين رأيته (¬١) مجموعة يداه إلى عنقه أن قلتُ: أبا يَزيد، أَعطتم بأيديكم! أَلَا مُتّم كرامًا؟ ! ، فوالله ما راعنى (¬٢) إلا قول رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، من البيت: أيا سَوْدَة، أعلى الله ورسوله؟ ! قلتُ: يا نبى الله، والذى بعثك بالحق إن ملكت حين رأيت أبا يريد مجموعة يداه إلى عنقه أن قلتُ ما قلتُ (¬٣).
قال: أخبرنا سزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق عن محمد بن عَمْرو بن عطاء، قال: لما أُسِرَ سُهَيْل بن عَمْرو قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، انزْع ثنيتيه يُدلَع (¬٤) لسانُه فلا يقوم عليك خطبًا أبدًا! وكان سهيل أَعْلَم (¬٥) مِن شَفَتِه السفلى -، فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، لَا أُمثِّلُ [به] فيمثِّل الله بِي وإن كنتُ نَبيًّا (¬٦).
قال: وزاد محمد بن عمر: ولعله يقوم مقامًا لا تكرهه (¬٧).
وكان يقال له ذو الأنياب. قال: فقام سهيل بمكة حين جاءته وفاة رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، بخطبة أبى بكر كأنه كان سمعها، فقال عمر حين بلغه كلام سهيل: أشهد أنك (¬٨) رسول الله، يريد حيث قال النبي، - صلى الله عليه وسلم -: لعلَّه يقوم يومًا مقامًا لا تكرهه (¬٩).
---------------
(¬١) في إحدى النسخ الخطية لمغازى الواقدي "فوالله ما ملكت نفسى حين رأيته" وفى المطبوع منه "فوالله إن ملكت حين رأيته".
(¬٢) راعنى تصحفت في مغازى الواقدي إلى (راغنى).
(¬٣) أورده الواقدي في المغازي ج ١ ص ١١٨ وما بين الحاصرتين منه.
(¬٤) أدلع: أخرج.
(¬٥) الأعلم: المشقوق الشفة العليا.
(¬٦) أورده الواقدي في المغازي ج ١ ص ١٠٧ وما بين الحاصرتين منه.
(¬٧) انظره لدى الواقدي ج ١ ص ١٠٧
(¬٨) كذا في الأصل ومثله لدى الواقدي الذي ينقل عنه المصنف. وقدَّرها محقق المطبوعة "أشهد أن محمدًا رسول الله".
(¬٩) كذا في الأصل ومثله لدى الواقدي الذي ينقل عنه المصنف. وقرأها محقق ط "لا نكرهه" بالنون، وانظر الخبر لدى الواقدي في المغازي ج ١ ص ١٠٧، وابن الأثير في أسد الغابة ج ٢ ص ٤٨٠.

الصفحة 122