قال: أخبرنا معن بن عيسى، قال: حَدَثَّنَا شعيب بن طلحة، عن أبيه، أن أسماء بنت أبى بكر قالت لعبد الله بن الزبير حينَ قَاتَلَ الحجاج: يا بنى عِشْ كريمًا، ومِتْ كريمًا، لا يأخذك القوم أسيرًا.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حَدَثَّنَا موسى بن يعقوب، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة، عن أمه، عن أسماء بنت أبي بكر، أنها كانت تقول - وابن الزبير يقاتِل الحجّاج: - لمن كانت الدَّولة اليوم؟ فيقال لها: للحَجّاج فتقول: ربما أُمِرَ الباطل. فإذا قيل لها: هى لعبد الله وأصحابه تقول: اللهم انصر أهل طاعتك ومَن غضبَ لك.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حدثنى ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: اشتكت أمى أسماء، وعبد الله بن الزبير يقاتل الحجاج، وكانت قد كَبُرت ورقّت فنظر إليها، فقال: ما أحسن الموت. فسمعت ذلك العجوز فقالت: يا بنى، والله ما أحب أن أموت يومى هذا حتّى أعلم ما تصير إليه، إمَّا ظَفِرْتَ، فذلك الذى نرجو وَنُسَرُّ بِه، وإمَّا الأخرى، فأحتسبك وفى لسبيلك.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين، قال: حَدَثَّنَا حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، قال: كانوا يُنَادُون، يابن الزبير، يابن ذات النطاقين فقال:
وتلكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُها
قال: أخبرنا محمّد بن عمر، عن ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، قال: نادى رجل من أهل الشام: يابن الزبير يابن ذات النِّطَاقين يعيره بذلك، فمشى ابن الزبير نحوه وهو يقول:
وعَيّرها الوَاشُونَ أَنّى أُحِبّها ... وتلك شَكاةٌ ظَاهِرٌ عَنك عَارُها
فإن أعتذر منها فإنى مُكَذَّبُ ... وإنْ تَعْتَذِرْ يُردَدْ عليها اعتذارُها (¬١)
---------------
(¬١) البلاذرى: أنساب الأشراف ق ٤ ج ١ ص ٣٤٧، والمسعودى في مروج الذهب ج ٣ ص ١٢١.