كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 6)

قال: أخبرنا عبد الله بن نُمَير عن هِشام بن عُروة عن أبيه: أن حَكِيم بن حِزام أعتق في الجاهلية مائة رقبة وحمل على مائة بعير. قال: ثم أعتق في الإسلام مائة رقبة وحمل على مائة بعير، ثم أتى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، أرأيت شيئًا كنتُ فعلته في الجاهلية أَتَحَنَّثُ به، هل لي فيه من أجر؟ فقال، - صلى الله عليه وسلم -: أسلمتَ على ما سلف لك من خير.
قال: أخبرنا عثمان بن عمر قال: أخبرنا يونس عن الزُّهْرِى عن عروة عن حَكِيم بن حِزام قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت أمورًا كنتُ أتَحنّث بها في الجاهلية، هل لي منها من شئ؟ قال: أسلمتَ على ما أسلفتَ من خير. قال: والتحنث: التعبد.
قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزُّهْرِيّ عن أبيه عن صالح بن كَيْسان عن ابن شِهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أن حَكِيم بن حِزام أخبره أنه قال لرسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، أي رسول الله، أرأيتَ أمورًا كنتُ أتحنّث بها في الجاهلية من صَدقة أو عتاقة - أو صِلة رَحِمٍ، أَفِيها أَجْر؟ قال: فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: أسلمت على ما قد أسلفت من خير.
قال: أخبرنا الفَضْل بن دُكَين قال: حدّثنا سُفيان عن أَبِى حَصِين عن شَيْخٍ من أهل المدينة قال: بعثَ النبي، - صلى الله عليه وسلم -، حَكِيم بن حِزَام بدينار يبتاع له به أُضحية، فَمَرّ بها فباعها بدينارين، فابتاع له أضحية بدينار، فأتى بها النبي، - صلى الله عليه وسلم -، فتصدّق بدينار، ودعا له أن يبارك له في تجارته (¬١).
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا الضحاك بن عثمان عن أهله قالوا: قال حكيم بن حزام: كنتُ أعالج البَزَّ والبُرَّ (¬٢) في الجاهلية، وكنت رجلًا تاجرًا أَخْرُجُ إلى اليمن وإلى الشام في الرحلتين (¬٣)، فكنت أربح أرباحًا كثيرة، فإذا ربحت عدت عَلَى فقراء قومى، ونحن لا نعبد شيئًا، أريد بذلك ثَرَاءَ الأموالِ والمَحَبَّة في العَشِيرة، وكنت أحضر الأسواق، وكانت لنا ثلاثة أسواق: سوق
---------------
(¬١) انظره في مختصر ابن عساكر ج ٧ ص ٢٣٨.
(¬٢) تحرف في المطبوع من الجمهرة إلى "البِرِّ".
(¬٣) هما رحلتا الشتاء والصيف.

الصفحة 53