عن عامر أنّ ثقيفًا سألوا رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، أن يردّ إليهم أبا بكرة عبدًا فقال: لا، هو طليق الله، وطليق رسوله.
قال محمّد بن سعد: وأخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسديّ في حديث له رواه، عن أبي بكرة أنّه قال لابنته حين حضرته الوفاهّ: اندبينى ابنَ مسروح الحبشى، وكان رجلًا صالحًا عفيفا وَرِعًا، وكان فيمن شهد على المغيرة بن شعبة بتلك الشهادة فضُرب الحدّ فحمل ذلك على أخيه زياد في نفسه، فلمّا ادّعى معاوية زيادًا نهاه أبو بكرة، عن ذلك، فأبَى زياد، وأجاب معاوية فحلف أبو بكرة أن لا يكلّمه أبدًا فمات قبل أن يكلّمه، وكان زياد قد قرّب ولد أبي بكرة وشرّفهم وأقطعهم وولّاهم الولايات، فصاروا إلى دنيا عطمة، وادّعوا أنهم من العرب، وأنّهم من ولد نُفيع ابن الحارث الثقفي. ومات أبو بكرة في خلافة معاوية ابن أبي سفيان بالبصرة، في ولاية زياد.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون ومحمّد بن عبد الله الاُنصاريّ قالا: أخبرنا عُيينة بن عبد الرّحمن قال: أخبرنى أبي أنّه رأى أبا بكرة عليه مطرف خزّ سَدَاه حرير (¬١).
* * *
٣٦٦٤ - البَرَاءُ بن مَالِك بن النَّضْر بن ضَمْضَم
ابن زيد بن حَرَام بن جُنْدَب بن عامر بن غَنْم بن عديّ بن النجّار، شهد أُحدًا والخندق والمشاهد بعد ذلك مع رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، وكان شجاعًا في الحرب له نكاية.
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابيّ قال: حدّثنا محمّد بن عمرو، عن محمّد بن سيرين قال: كتب عمر بن الخطّاب أن لا تستعملوا البراء بن مالك على جيش من جيوش المسلمين فإنّه مهلكة من الهلك يقدم بهم (¬٢).
---------------
(¬١) سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ١٠.
٣٦٦٤ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ١ ص ٢٠٦، وسير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٩٥، كما ترجم له المصنف في الطبقة الثانية من المهاجرين والأنصار ممن لم يشهد بدرًا ولهم إسلام قديم.
(¬٢) سير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٩٦.