كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 9)

قال: أخبرنا وكيع، عن هِشام الدّسْتوائي، عن قَتَادة قال: عَجَزَ أنسُ بن مالك، عن الصوم قبل أن يموت بسنة فأفطرَ وأطعمَ ثَلاثين مسكينًا.
قال: أخبرنا بكّار بن محمّد قال: حدّثنا ابن عَون قال: لمّا حضر أنس بن مالك الموت أوصى أن يغسله محمّد بن سيرين ويصلّى عليه، وكان محمّد محبوسًا، فأتوا الأمير وهو يومئذٍ رجل من بنى أُسيد فأذِن له فَخَرَج فذَهَب فغسله وكفَّنه وصلّى عليه في قصر أنسَ بالطّفّ ثمّ رجع فدخل كما هو السجن، ولم يذهب إلى أهله.
قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن عبد العزيز بن صُهيب، عن أنس بن مالك قال: لمّا قدم رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، المدينة أخذ أبو طَلحة بيدى فانطلق بى إلى رسول الله , -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إنّ أنسًا غلام كَيّس فليخدمك، قال: فخدمته في السفر والحضر والله ما قال لى لشئ صنعته لِمَ صنعتَ هذا هكذا؟ ولا لشئ لم أصنعه لِمَ لم تصنعْ هذا هكذا؟
قال: أخبرنا يزيد بن هارون ومحمّد بن عبد الله الأنصاريّ قالا: أخبرنا حُميد الطويل، عن أنس قال: أخذَتْ أمّ سليم بيدى مَقْدَم النّبيّ، -صلى الله عليه وسلم-، فأتت بى رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسول الله هذا ابنى وهو غلام كاتب، قال أنس: فخدمته تسع سنين فما قال لشئ صنعتُه قطّ أسأتَ أو بئس صنعتَ.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدّثنا حمّاد بن زيد، عن سنان بن ربيعة قال: سمعتُ أنس بن مالك يقول: ذهبَتْ بى أمّى إلى رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: يا رسول الله، خُوَيْدِمك ادعُ الله له، قال: اللهمّ أكثر ماله وولده وأطِلْ عُمره، واغِفر ذنبه، قال أنس: فقد دفنتُ من صُلبى مائة غير اثنين، أو قال مائة واثنين، وإنّ ثمرتى لتحمل في السنة مرّتين، ولقد بقيت حتّى سَئِمْتُ الحياة وأنا أرجو الرابعة (¬١).
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا سلام بن مسكين قال: حدّثنا عبد العزيز بن أبي جَميلة، عن أنس بن مالك قال: إنى لأعرف دعوة رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، فىّ وفي مالى وفي ولدى.
---------------
(¬١) سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٣٩٩.

الصفحة 19