كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 9)

عامر وضمرة وأبي طلحة أنّهم سمعوا أبا أُمامة الباهليّ يحدّث عن عمرو بن عَبَسة قال: أتيت رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، وهو نازل بعكاظ، قال: قلتُ: يا رسول الله من معك فى هذا الأمر؟ قال: معى رجلان أبو بكر وبلال، قال: فأسلمتُ عند ذلك، قال: ولقد رأيتُنى رُبْعَ الإسلام، قال: فقلت: يا رسول الله أمكُثُ معك أو ألحق بقومى؟ قال: الحَقْ بقومك فيوشك أن تَفئ بمن تَرى وتُجْىَ الإسلام، قال: ثمّ أتيتُه قبل فتح مكّة فسلّمتُ عليه، قال: وقلتُ: يا رسول الله أنا عمرو بن عَبَسَة السلميّ أُحِبّ أن أسألك عمّا تعلم وأجهل وينفعنى ولا يضرّك.
قال محمّد بن عمر: لمّا أسلم عمرو بن عَبَسة بمكّة رجع إلى بلاد قومه بنى سُليم، وكان ينزل بصَفْنَة (¬١) وحاذة وهى من أرض بنى سُليم، فلم يرل مُقيمًا هناك حتّى مضت بدر وأُحُد والخندق والحديبية وحُنين، ثمّ قدم على رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، بعد ذلك المدينة فصحبه وسمع منه وروى عنه، ثمّ خرج بعد وفاة رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، إلى الشأم فنزلها إلى أن مات بها (¬٢).
* * *

٤٥٤٢ - الحارث بن هشام بن المغيرة
ابن عبد الله بن عُمر بن مخزوم، أسلم يوم فتح مكّة وشهد مع رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، حُنينًا وأعطاه رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، من غنائم حنين مائة من الإبل، ولم يزل مقيمًا بمكّة بعد أن أسلم حتّى توفّى رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، فلمّا جاء كتابُ أبى بكر الصّدّيق يستنفر المسلمين إلى غزاة الروم قدم الحارث بن هشام وعكرمة بن أبى جهل وسهيل بن عمرو جميعًا على أبى بكر المدينة، فأتاهم أبو بكر فى منازلهم فسلّم عليهم ورحّب بهم وسُرّ بمكانهم، ثمّ خرجوا مع المسلمين غُزاةً إلى الشأم،
---------------
(¬١) صَفْنَة: كذا أورده ياقوت والفيروزابادى فى المغانم المطابة فى معالم طابة، وكذلك ورد فى ث، وابن عساكر فى مختصر ابن منظور ج ١٩ ص ٢٦٤ من رواية الواقدى. وتحرف لدى المزى وهو ينقل عن ابن سعد إلى "صُفَيَّةَ" فليحرر.
(¬٢) أورده المزى نقلا عن ابن سعد.
٤٥٤٢ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ١ ص ٤٢٠.

الصفحة 407