كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 9)

فابتعتهما منه فقلتُ له: انْطَلِقْ حتى أُعطيك، فدخلْتُ بيتى ثمّ خرجتُ من خلفٍ لى وقضيتُ بثَمن البعيرين حاجَة لى وَتَغَيّبْتُ حتّى ظَنَنْتُ أنّ الأعرابيّ قد خرج، قال: فخرجتُ والأعرابيّ مقيم فأخذنى وقَدّمنى إلى رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، فأخبره الخبر فقال النّبيّ، -صلى الله عليه وسلم-: ما حَمَلَك على ما صنعتَ؟ قلتُ: قضيتُ بثمنهما حاجتى يا رسول الله، قال: فاقْضه، قلت: ليس عندى، قال: أنت سُرّق، اذْهَبْ به يا أعرابيّ فبِعْهُ حتّى تَسْتَوْفى حقّك، قال: فجعل النّاس يسُومونه بى ويلتفتُ إليهم فيقول: ما تريدون؟ قالوا: وماذا تريد؟ نريد أن نفتديَه منك، قال: فوالله إنْ منكم أحدٌ أحْوَجُ إلى الله منّى، اذْهَبْ فقد أعتقتُك (¬١).
أخبرنا يزيد بن هارون ويحيَى بن حَمّاد عن جويرية بن أسماء عن عبد الله بن يزيد مولى المنبعث عن رجل من أهل مصر عن سُرّق أنّ رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، قَضى قال يزيد: بشهادة شاهد ويمين المُطالب، وقال يحيَى بن حَمّاد: بيمينٍ وشاهدٍ.
* * *

٤٨٦١ - سَنْدَر
مولى رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، وقال بعضهم هو ابن سندر.
أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنا أسامة بن زيد الليثيّ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال: كان لزِنْباع الجُذاميّ أبى رَوْح عبدٌ له يدعى سندر فرآه يُقَبّل جارية له فجَبّه وخرم أنفه وأذنيه، فأتى العبد النّبيّ، -صلى الله عليه وسلم-، فأرسل إلى سيّده فوعظه فقال: مَنْ مُثّلَ به أو حُرق بالنّار فهو حرّ وهو مولى الله ومولى رسوله، قال: يا رسول الله أوْصِ بى الوُلاةَ، قال: أُوصى بكَ كُلّ مُسلِمٍ، فلمّا قُبض النّبيّ، -صلى الله عليه وسلم-، أتى أبا بكر فقال: احْفَظْ فيّ وَصيّةَ رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، فأجرى عليه القوت
---------------
(¬١) أورده السيوطى بنصه نقلا عن ابن سعد.
٤٨٦١ - من مصادر ترجمته: فتوح مصر ص ١٦٣، ١٦٤، ١٦٥، ٣٣٥، ٣٣٦، وأسد الغابة ج ٢ ص ٤٦٤

الصفحة 510