كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 10)

عقوبة فهى كفّارة له، ومَنْ لم تنَلْه به عقوبة فأمره إلى الله إن شاء غَفَره وإن شاء عاقَبه.
أخبرنا الفَضْلُ بن دُكَيْن قال: حدّثنا يزيد الشَّيْبَانِيّ قال: سمعتُ شَهْرَ بن حَوْشَب قال: حدثتنا أمّ سَلَمة الأنصاريّة أنّها كانت في النسوة الَّلاتِي أخذ عليهنّ رسولُ الله، -صلى الله عليه وسلم-، ما أخذ، وكانت معهاخالتها، وروت عن النبيّ، -صلى الله عليه وسلم-، غير حديث، قالت: وقالت امرأة من النسوة يا رسول الله ما هذا المعروف الذي لا ينبغى لنا أن نعصيك فيه؟ قال: لَا تَنُحْنَ (¬١).
أخبرنا عَارِم بن الفضل، أخبرنا حمّاد بن زَيد عن أيّوب عن حَفصَة بنت سِيرين عن أمّ عطيّة قالت: أُخذ علينا في البيعة أو عند البيعة أن لا ننوح (¬٢)، فما وفى منهنّ غير خمس: أمّ سليم وأمّ العلاء بنت أبي سَبرة وامرأة مُعاذ وأمّ معاذ وامرأة أخرى.
وأخبرنا عفّان بن مسلم، أخبرنا عَمْرو بن فرّوخ، أخبرنا مُصعب بن نوح قال: أدركتُ عجوزًا لنا ممن بايع النبيّ، -صلى الله عليه وسلم-، فأتته تبايعه، قالت فأخذ علينا فيما أخذ أن لا ننحن. قالت عجوز: يا رسول الله إنّ ناسًا أسعدونى (¬٣) على مصابة أصابتني وإنّهم أصابتهم مصيبة فأنا أريد أن أسعدهم. قال: انطلقي فأسعديهم. فانطلقتُ ثمّ أتيتُه فبايعته، وقالت: هو المعروف الذي قال الله تعالى: ولا يعصينك في معروف.
أخبرنا سعيد بن منصور، أخبرنا جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أَبِي الملَيح الهذلي قال: جاءت امرأة إلى رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، تبايعه فقرأ عليها هذه الآية، فلمّا قال: ولا يعصينك في معروف، قال: لا تَنوحي. قالت: يا رسول الله إنّ امرأة أسعدتني أفأُسعدها؟ فأمسك رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، حتى قالت ذلك مرّتين أو ثلاثًا، فلم يُرخّص لها، ثم أقرّت فبايعها.
---------------
(¬١) أورده ابن حجر في الإصابة ج ٨ ص ٢٦٦ بنصه.
(¬٢) الإصابة ص ٨ ص ٢٦١
(¬٣) أسعده: أعانه.

الصفحة 8