كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 2)

وَخَرَّجَ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ حَدِيثَ الْهِجْرَةِ بِطُولِهِ [1] .
وَخَرَّجَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ أَنَّ أَنَسَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
أَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ. وَأَبُو بَكْرٍ شَيْخٌ يُعْرَفُ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَابُّ لَا يُعْرَفُ، فَيَلْقَى الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ فَيَقُولُ: مَنْ هَذَا بَيْنَ يَدَيْكَ؟
فَيَقُولُ: رَجُلٌ يَهْدِينِي الطَّرِيقَ، وَإِنَّمَا يَعْنِي طَرِيقَ الْخَيْرِ.
إِلَى أَنْ قَالَ: فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَانِبَ الْحَرَّةِ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى الْأَنْصَارِ، فَجَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِمَا، وَقَالُوا: ارْكَبَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ. فَرَكِبَا، وَحَفُّوا دُونَهُمَا بِالسِّلَاحِ. فَقِيلَ فِي الْمَدِينَةِ: جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ، [جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ] [2] ، فَأَقْبَلَ يَسِيرُ حَتَّى نَزَلَ إِلَى جَانِبِ دَارِ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [3] .
وَرَوَيْنَا بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ، عَنْ أَبِي البداح بن عاصم بن عدي، عن أبيه قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ يوم الإثنين لاثنتي عشرة [ليلةً] [4] خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَأَقَامَ فِي الْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ.
وَقَالَ مُحَمَّدٌ بْنُ إِسْحَاقَ [5] : فَقَدِمَ ضحى يوم الإثنين لاثنتي عشرة
__________
[ () ] (الطبقات الكبرى 1/ 240) ويروى:
«لا عيش إلّا عيش الآخرة ... اللَّهمّ ارحم الأنصار والمهاجرة»
(سيرة ابن هشام 2/ 238) وتهذيب السيرة 121 ويروى:
«اللَّهمّ لا عيش إلّا عيش الآخرة ... فاغفر للأنصار والمهاجرين»
(نهاية الأرب للنويري 16/ 344) وانظر السيرة لابن كثير.
[1] صحيح البخاري 4/ 254- 258 كتاب الفضائل، باب هجرة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة.
[2] زيادة من ع، ح. ومن صحيح البخاري 4/ 260.
[3] صحيح البخاري 4/ 259- 261 كتاب الفضائل، باب هجرة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة.
[4] ليست في الأصل، وزدناها من ع. ح.
[5] الطبقات الكبرى 1/ 235، 236.

الصفحة 29