كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 2)

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ الْأَنْصَارَ جَمَعُوا مَالًا، فَأَتَوْا بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: ابْنِ بِهَذَا الْمَسْجِدَ وَزَيِّنْهُ، إِلَى مَتَى نُصَلِّي تَحْتَ هَذَا الْجَرِيدِ؟ فَقَالَ: مَا بِي رغبة من أَخِي مُوسَى، عَرِيشٌ كَعَرِيشِ مُوسَى [1] .
وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ فِي قَوْلِهِ «كَعَرِيشِ مُوسَى» ، قَالَ: إِذَا رَفَعَ يَدَهُ بَلَغَ الْعَرِيشَ، يَعْنِي السَّقْفَ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَنَيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، فَكَانَ يَقُولُ: قَرِّبُوا الْيَمَامِيَّ [2] مِنَ الطِّينِ، فَإِنَّهُ مِنْ أَحْسَنِكُمْ لَهُ بِنَاءً. وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مَسْجِدِي هَذَا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بِأَطْوَلَ مِنْهُ [3] .
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدَ إِلَّا مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ. صَحِيحٌ [4] .
وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَعَمَّارٌ يَحْمِلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، يَعْنِي فِي بِنَاءِ الْمَسْجِدِ. فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ ينف عنه
__________
[1] انظر: دلائل النبوّة للبيهقي (2/ 262) ، والبداية والنهاية لابن كثير: (3/ 215) ، ووفاء ألوفا بأخبار دار المصطفى للمسهودي (1/ 242) قال ابن كثير: وهذا حديث غريب من هذا الوجه: (انظر السيرة النبويّة له 2/ 304) .
[2] اليماميّ: نسبة إلى اليمامة. وهو طلق بن عليّ السّحيمي، ويقال طلق بن ثمامة. كان من الوفد الذين قدموا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من اليمامة فأسلموا. مشهور له صحبة وفائدة ورواية.
ترجمته في طبقات ابن سعد (5/ 552) . أسد الغابة (3/ 92) . الإصابة في تمييز الصّحابة (2/ 232، تهذيب التهذيب (5/ 33) .
[3] صحيح مسلم 1398: كتاب الحجّ، باب بيان أنّ المسجد الّذي أسّس على التّقوى هو مسجد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة.
[4] صحيح البخاري 2/ 56: كتاب الصلاة، أبواب التطوّع، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة. وصحيح مسلم 1354: كتاب الحجّ، باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة.

الصفحة 37