كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 2)

يَقُولُونَ: يَا عُزَّى خَبِّلِيهِ، يَا عُزَّى عَوِّرِيهِ [1] ، وإلّا فموتي برغم. فأتاها [98 ب] خَالِدٌ، فَإِذَا امْرَأَةٌ عُرْيَانَةٌ نَاشِرَةٌ شَعْرَهَا تَحْثُو التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهَا.
فَعَمَّمَهَا بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهَا. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ: «تِلْكَ الْعُزَّى» [2] . أَبُو الطُّفَيْلِ لَهُ رُؤْيَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ آلِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ، أَمَرَ بِلالا فَعَلا عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ، فَأَذَّنَ عَلَيْهَا. فَقَالَ بَعْضُ بَنِي سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: لَقَدْ أَكْرَمَ اللَّهُ سَعِيدًا إِذْ قَبَضَهُ قَبْلَ أَنْ يَرَى هَذَا الأَسْوَدَ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ.
وَقَالَ عُرْوَةُ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [بِلالا] [3] يَوْمَ الْفَتْحِ فَأَذَّنَ عَلَى الْكَعْبَةِ [4] .
وَقَالَ اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ [5] : أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَتْهُ، لَمَّا كَانَ عَامَ الْفَتْحِ فَرَّ إِلَيْهَا رَجُلَانِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ، فَأَجَارَتْهُمَا. قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ عَلِيٌّ فَقَالَ: أَقْتُلُهُمَا. فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَلَمَّا رَآنِي رَحَّبَ فَقَالَ: «مَا جَاءَ بِكِ يَا أُمِّ هَانِئٍ؟ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، كُنْتُ قَدْ أَمَّنْتُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَحْمَائِي فَأَرَادَ عليّ قتلهما. فقال: «قد أجرنا من أجزت» . ثم قام إلى غسله،
__________
[1] خبّليه: دعاء عليه بالخيل، وهو الفالج أو قطع اليد أو المنع أو الحبس أو الجنون. وكلّها من معانيه. وعوّريه: ردّيه. يقال: عورته عن حاجته رددته عنها.
[2] سيرة ابن هشام 4/ 113، الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 145، 146، المغازي للواقدي 3/ 873، 874، تاريخ الرسل والملوك للطبري 3/ 65، عيون الأثر لابن سيّد الناس 2/ 184، السيرة النبويّة لابن كثير 3/ 597، 598، نهاية الأرب للنويري 17/ 314، 315، عيون التواريخ 1/ 319، 320.
[3] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع، ح.
[4] الحديث مرسل. وأخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 167 من طريق: عارم بن الفضل، عن حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة وغيره. ورجاله ثقات، لكنه مرسل أيضا.
[5] في الأصل «سعيد بن أبي بلال» وصحّحه في هامش (ح) : سعيد بن أبي هلال. والتصويب من صحيح مسلم 1/ 182، وتهذيب التهذيب لابن حجر 4/ 93.

الصفحة 555