كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 2)
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ [1] : وَفِي رَمَضَانَ بُعِثَ [2] خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى الْعُزَّى، فَهَدَمَهَا [3] . وَبُعِثَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى سُوَاعٍ [4] فِي رَمَضَانَ، وَهُوَ صَنَمُ هُذَيْلٍ، فَهَدَمَهُ. وَقَالَ قُلْتُ لِلسَّادِن: كَيْفَ رَأَيْتَ؟ قَالَ: أَسْلَمْتُ للَّه [5] .
[قَالَ] [6] : وَفِي رَمَضَانَ بُعِثَ سَعْدُ بْنُ زَيْدٍ الأَشْهَلِيُّ إِلَى مَنَاةَ، وَكَانَتْ بِالْمُشَلَّلِ، لِلأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَغَسَّانَ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدَ بْنَ زَيْدٍ الأَشْهَلِيَّ فِي عِشْرِينَ فَارِسًا حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا. وَتَخْرُجُ إِلَى سَعْدٍ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ عُرْيَانَةٌ ثَائِرَةُ الرَّأْسِ تَدْعُو بِالْوَيْلِ، فَقَالَ لَهَا السَّادِنُ: مَناةُ، دُونَكِ بَعْضَ غَضَبَاتِكَ. وَسَعْدٌ يَضْرِبُهَا، فَقَتَلَهَا. وَأَقْبَلَ إِلَى الصَّنَمِ، فَهَدَمُوهُ لِسِتٍّ بَقِينَ مِنْ رَمَضَانَ [7] .
وَقَالَ مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، [عَنْ طَاوُسٍ] [8] ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِنِ اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا» .
قَالَهُ يَوْمَ الْفَتْحِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [9] .
__________
[1] في المغازي 2/ 870.
[2] في الأصل «بعثة» ، والتصحيح من نسخة (ح) .
[3] سيرة ابن هشام 4/ 113، الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 145، تاريخ الرسل والملوك للطبري 3/ 65، عيون الأثر لابن سيد الناس 2/ 184، نهاية الأرب 17/ 314، 315.
[4] انظر عنه كتاب الأصنام للكلبي 9 و 10.
[5] الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 146، تاريخ الطبري 3/ 66، نهاية الأرب 17/ 315، عيون الأثر 2/ 185، عيون التواريخ 1/ 321، المغازي للواقدي 2/ 870.
[6] ليست في الأصل. وأثبتناها من نسختي: ع، ح.
[7] المغازي للواقدي 2/ 870، الطبقات لابن سعد 2/ 146، 147، تاريخ الطبري 3/ 66، عيون التواريخ 1/ 321، عيون الأثر 2/ 185.
قال الكلبي إنّ مناة أقدم الأصنام كلها، وكان منصوبا على ساحل البحر من ناحية المشلّل بقديد، بين المدينة ومكة. (الأصنام 13) .
[8] الاستدراك على الأصل من صحيحي البخاري ومسلم.
[9] أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير (3/ 200) باب فضل الجهاد والسير، ومسلم في كتاب الإمارة (1353/ 85) باب المبايعة بعد فتح مكة على الإسلام والجهاد، والخير، وأبو داود في كتاب الجهاد (2480) باب في الهجرة هل انقطعت، والترمذي في كتاب السير
الصفحة 563