كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 2)

غزوة الطائف [1]
فَسَارَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حُنين يريد الطائف فِي شوال. وقدَّم خَالِد بْن الوليد عَلَى مقدّمته. وقد كانت ثقيف رَمُّوا حِصنهم وأدخلوا فِيهِ ما يكفيهم سَنةً. فلمّا انهزموا من أَوْطاس دخلوا الحصن وتهيّئوا للقتال [2] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ثم سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بلغ الطائف [106 أ] فَحَاصَرَهُمْ، وَنَادَى مُنَادِيهِ: مَنْ خَرَجَ مِنْهُمْ مِنْ عَبِيدِهِمْ فَهُوَ حُرٌّ.
فَاقْتَحَمَ إِلَيْهِ مِنْ حِصْنِهِمْ نفر، منهم أبو بكرة ابن مَسْرُوحٍ أَخُو زِيَادٍ مِنْ أَبِيهِ، فَأَعْتَقَهُمْ. وَدَفَعَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ لِيَحْمِلَهُ. فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَى عَلَى الْجِعْرَانَةِ [3] . فَقَالَ: «إِنِّي معتمر» .
__________
[1] انظر عنها في: المغازي لعروة 216، سيرة ابن هشام 4/ 148، المغازي للواقدي 3/ 922، تاريخ خليفة 89، الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 158، تاريخ الطبري 3/ 82، نهاية الأرب للنويري 17/ 335، عيون الأثر لابن سيد الناس 2/ 200، صحيح البخاري 5/ 102، صحيح مسلم 3/ 1402، السيرة لابن كثير 3/ 652، عيون التواريخ للكتبي 1/ 333، معجم البلدان 4/ 11، 12، جوامع السيرة لابن حزم 242، الدرر في المغازي والسير 243.
[2] عن الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 158.
[3] الجعرانة: بكسر أوله إجماعا، وأصحاب الحديث يكسرون عينه ويشدّدون راءه، وأهل الأدب

الصفحة 591