كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 2)

العرب ودُهاتهم، دعا قومه إلى الْإِسْلَام فقتلوه. فيُرْوى أَنْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُه مَثَلُ صاحِب ياسين، دعا قومَه إلى اللَّه فقتلوه» [1] . وفيها: تُوُفِّيت السيدة أمّ كلثوم بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، زَوْجَة عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [2] .
وفيها: تُوُفِّيَ عَبْد اللَّه ذُو البِجَادَيْن [3] رَضِيَ اللَّهُ عنه، ودُفن بتَبُوك، وصلّى عَلَيْهِ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأثنى عَلَيْهِ ونزل فِي حفرته، وأسنده في لحده. وقال:
«اللَّهمّ [120 ب] إنّي أمسيتُ عَنْهُ راضيًا، فَارْضَ عَنْهُ» [4] . وقال مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: حدّثني مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم التَّيْميّ، قَالَ: كَانَ عَبْد اللَّه ذو البِجادَيْن [5] من مُزَيْنَة. وكان يتيمًا فِي حِجْر عمّه، وكان يُحْسن إِلَيْهِ. فلمّا بلغه أَنَّهُ قد أَسْلَم قَالَ: لَئِنْ فعلتَ لأَنْزِعَنَّ منك جميع ما أعطيتك.
قَالَ: فإنّي مُسلم. فنزع كلَّ شيء أعطاه، حتّى جَرَّده ثوبَه. فأتى أُمَّه، فقطعتْ بِجادًا [6] لها باثْنَيْن، فائْتَزَر نِصْفًا وارْتَدى نِصفًا. ولَزِمَ بابَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ يرفع صوته بالقرآن والذِّكْر. وتوفّي فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفيها: قدِم وَفْدٌ ثَقِيف من الطَّائِف، فأسلموا بعد تَبوك، وكتب لهم رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كتابا [7] .
__________
[1] انظر المحبّر لابن حبيب 105، 106، وتاريخ الطبري 3/ 97.
[2] تاريخ الطبري 3/ 124.
[3] في الأصل، ع: «ذو النجادين» ، والتصحيح من (ح) ، وهو عبد الله بن عبد نهم المزني.
(الاستيعاب 2/ 292) .
[4] الاستيعاب 2/ 293.
[5] في الأصل، ع: «ذو النجادين» . والتصحيح من ح. والاستيعاب لابن عبد البر 2/ 292. وقال ابن هشام في السيرة 4/ 179: وأنّما سمّي ذو البجادين لأنه كان ينازع إلى الإسلام، فيمنعه قومه من ذلك ويضيّقون عليه حتى تركوه في بجاد ليس عليه غيره. والبجاد: الكساء الغليظ الجافي.
[6] في الأصل، ع: «نجادا» .
[7] انظر تاريخ الطبري 3/ 97 و 99.

الصفحة 661