كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 2)

وَقَالَ فِيهِ غَيْرُ الضَّحَّاكِ: مَا أَسْرَعَ مَا نَسُوا، لَقَدْ صَلَّى عَلَى سُهَيْلِ بْنِ بَيْضَاءَ فِي الْمَسْجِدِ.
وفيها: تُوُفِّيَ زيد بْن سَعْنَة، بالياء [وبالنون] [1] ، وبالنّون أشهر، وهو أحد الأحْبار [2] الذين أسلموا. وكان كثير العلم والمال. وخبرُ إسلامه رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ هَدْيَ زَيْدِ بْنِ سَعْنَةَ، قَالَ: مَا مِنْ عَلامَاتِ النُّبُوَّةِ شيء إلّا وقد عرفتها في (121 أ] وَجْهِ مُحَمَّدٍ حِينَ نَظَرْت إِلَيْهِ، إِلا شَيْئَيْنِ لَمْ أُخْبَرْهُمَا مِنْهُ: يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ وَلا يَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ إِلا حِلْمًا.
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. وَهُوَ فِي الطَّوَالاتِ لِلطَّبَرَانِيِّ [3] . وَآخِرُهُ [4] : فَقَالَ زَيْدٌ:
أَشْهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. وَآمَنَ بِهِ وَتَابَعَهُ، وَشَهِدَ مَعَهُ مَشَاهِدَ. وَتُوُفِّيَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ مُقْبِلا غَيْرَ مُدْبِرٍ. وَالْحَدِيثُ غَرِيبٌ، مِنَ الأَفْرَادِ [5] .
قَالَ أَبُو عُبَيْدة مَعْمَر بْن المثنّى: وفيها قَتلت فارسُ مَلِكَهم شَهْرا برز [6] بْن شيرويه، ومَلَّكوا عليهم بُوران بِنْت كِسْرى [7] . وبلغ ذَلِكَ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال:
«لن يُفْلِحَ قومٌ وَلَّوْا أَمْرَهم امرأة» [8] .
__________
[1] سقطت من الأصل، والمثبت من: (ع) و (ح) .
[2] في الأصل «الأجناد» ، والتصحيح من (ع) و (ح) ، والاستيعاب 1/ 563، والإصابة 1/ 566 رقم 2904.
[3] في المعجم الكبير 5/ 253- 255 رقم 489.
[4] في الأصل «وأخبره» ، والتصحيح من (ع) و (ح) .
[5] في هامش ح: «هو في صحيح ابن حبان» . انظر: صحيح ابن حبان، رقم (2105) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 3/ 604، 605 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وهو من غرر الحديث. وقد تعقّبه الذهبي بقوله في تلخيص المستدرك 3/ 605. «وما أنكره وأركّه لا سيما قوله: مقبلا غير مدبر، فإنه لم يكن في غزوة تبوك قتال» .
[6] هكذا في جميع النسخ. وفي تاريخ خليفة «شهربراز» .
[7] تاريخ خليفة 93.
[8] أخرجه البخاري في كتاب المغازي (5/ 136) باب كِتَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كسرى وقيصر. وفي

الصفحة 663