كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 2)

فِي أبياتٍ [1] .
فقال النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُمْ يا حَسَّانُ، فأَجِبْهُ. فقال حسّان [2] :
إنَّ الذَّوَائِبَ مِنْ فِهْرٍ وإِخْوَتهمْ ... قَدْ بَيَّنُوا سُنَّةً لِلنَّاسِ [3] تُتَّبَعُ
يَرْضَى بها كلُّ مَنْ كانتْ سَرِيرَتُهُ ... تَقْوَى الإلهِ وكلَّ الخير يصطنِع
قَوْمٌ إذا حَارَبوا ضَرُّوا عَدُوَّهُمُ ... أوْ حَاوَلُوا فِي أشْيَاعِهم نَفَعوا
سَجِيَّةٌ تِلْكَ مِنْهُم غَيْرُ مُحْدَثَةٍ ... إنّ الخلائقَ، فاعْلَمْ، شرُّها البِدَع
فِي أبيات [4] .
فقال الأقرع بْن حابس: وَأَبي، إنّ هذا الرجل لَمُؤَتًّى لَهُ إِنَّ خطيبه أفْصَحُ من خطيبنا، ولَشاعره أَشْعَرُ من شاعرنا.
قَالَ: فلما فرغ القوم أسلموا، وأحسن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جوائزهم. وفيهم نزلت: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ 49: 4 [5] [6] . وَقَالَ سُلَيْمَان بْن حَرْب، ثنا حَمَّادُ بْن زيد، عَنْ مُحَمَّد بْن الزُّبير الحَنْظَليّ، قَالَ:
قدِم عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الزِّبْرِقان بْن بدر، وقَيْس بْن عاصم، وعَمْرو بْن الأهْتَم. فقال لعمرو بْن الأهتم: أخبرني عَنْ هذا الزِّبْرقَان، فأمّا هَذَا فلستُ أسألك عَنْهُ. قَالَ: وأُراه قَالَ قد عرف قَيْسًا. فقال: مطاع في أدنيه [7] ، شديد
__________
[1] انظر بقيتها في سيرة ابن هشام 4/ 204، وتاريخ الطبري 3/ 117.
[2] ديوانه: ص 248 البرقوقي، 238 د. حنفي.
[3] في الأصل «سنة الله» . والتصويب من ع، ح.
[4] انظر بقيّتها في سيرة ابن هشام 4/ 205 وتاريخ الطبري 3/ 118.
[5] سورة الحجرات، الآية 4.
[6] حتى هنا تنتهي رواية ابن إسحاق التي ينقلها المؤلّف من سيرة ابن هشام 4/ 203- 206، وتاريخ الطبري 3/ 116- 119، وانظر: طبقات ابن سعد 1/ 294.
[7] رسمت في النسخ الثلاث بغير إعجام. وهي في ابن الملا: «مطاع في قومه» وأثبتنا عبارة الروض الأنف (4/ 223) .

الصفحة 677