كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 3)

قِتَالُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ
ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: سَارَ بِنَا خَالِدٌ إِلَى الْيَمَامَةِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ، وَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ بِمَجْمُوعَةٍ فَنَزَلُوا بِعَقْرَبَاءَ [1] فَحَلَّ بِهَا خَالِدٌ عَلَيْهِمْ، وَهِيَ طَرَفُ الْيَمَامَةِ، وَجَعَلُوا الْأَمْوَالَ خَلْفَهَا كُلَّهَا وَرِيفَ الْيَمَامَةِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ.
وَقَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسَيْلِمَةَ [2] : يَا بَنِي حُنَيْفَةَ الْيَوْمُ يَوْمُ الْغَيْرَةِ، الْيَوْمُ إِنْ هُزِمْتُمْ سَتُرْدَفُ الْنِّسَاءُ سَبِيَّاتٍ وَيُنْكَحْنَ غَيْرَ حَظِيَّاتٍ [3] ، فَقَاتِلُوا عَنْ أَحْسَابِكُمْ، فَاقْتَتَلُوا بِعَقْرَبَاءَ قِتَالًا شَدِيدًا، فَجَالَ الْمُسْلِمُونَ جَوْلَةً، وَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ بَنِي حُنَيْفَةَ فُسْطَاطَ خَالِدٍ وَفِيهِ مُجَّاعَةُ أَسِيرٌ، وَأُمُّ تَمِيمٍ امْرَأَةُ خَالِدٍ، فَأَرَادُوا أَنْ يَقْتُلُوهَا فَقَالَ مُجَّاعَةُ: أَنَا لَهَا جَارٌ، وَدَفَعَ عَنْهَا، وَقَالَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ حِينَ رَأَى الْمُسْلِمِينَ مُدْبِرِينَ: أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْمَلُونَ، وَكَرَّ الْمُسْلِمُونَ فَهَزَمَ اللَّهُ الْعَدُوَّ، وَدَخَلَ نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فُسْطَاطَ خَالِدٍ فَأَرَادُوا قَتْلَ مُجَّاعَةَ، فَقَالَتْ أُمُّ تَمِيمٍ: وَاللَّهِ لَا يُقْتَلُ وَأَجَارَتْهُ. وَانْهَزَمَ أَعْدَاءُ اللَّهِ حَتَّى إِذَا كَانُوا عِنْدَ حَدِيقَةِ الْمَوْتِ اقْتَتَلُوا عِنْدَهَا، أَشَدَّ الْقِتَالِ. وَقَالَ مُحَكَّمُ بْنُ الطّفيل: يا بني حنيفة ادخلوا الحديقة [4]
__________
[ () ] الشعر والشعراء 255، طبقات فحول الشعراء 173، أمالي اليزيدي 25، تاريخ خليفة 105، 106، الأغاني 15/ 308، حور العين للحميري 132، الكامل في التاريخ 2/ 360، البداية والنهاية 6/ 322.
وورد في حاشية الأصل، وفي متن النسخة (ح) بعد البيتين: «ومن الروايات ما يزعم أن مالك بن نويرة قاتل المسلمين برجاله، فقتل» .
[1] في النسخ كلها والمنتقى لابن الملا (بعفرا) فصححتها من تاريخ الطبري 3/ 297 ومعجم البلدان 4/ 135.
[2] في طبعة القدسي 3/ 32 «سلمة» ، والتصحيح من تاريخ الطبري 3/ 288 و 299، والكامل لابن الأثير 2/ 362.
[3] في تاريخ الطبري: «قبل أن تستردف النساء غير رضيّات، وينكحن غير خطيبات» (3/ 299) وانظر (3/ 288) والكامل لابن الأثير 2/ 362.
[4] محرّفة في الأصل. والتصحيح من جميع النسخ الأخرى، وتاريخ خليفة- ص 109.
والحديقة هي الحائط (الطبري 3/ 300) أو البستان المسوّر بالجدران. والبساتين كثيرة في قرى اليمامة.

الصفحة 38