كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 3)

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: إِنَّ الْمُهَاجِرِينَ نَزَلُوا بِالْعُصْبَةِ إِلَى جَنْبِ قُبَاءٍ، فَأَمَّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، لِأَنَّهُ كَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا، فِيهِمْ عُمَرُ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ [1] .
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ [2] .
فِي «مُسْنَدِ أَحْمَدَ» : نَا عَفَّانُ، نَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ وَفَاتِي مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ فَهُوَ حُرٌّ مِنْ مَالِ اللَّهِ، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ [3] : أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَشَرْتَ بِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَائْتَمَنَكَ النَّاسُ، وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَائْتَمَنَهُ النَّاسُ، فَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُ مِنْ أَصْحَابِي حِرْصًا سَيِّئًا [4] ، وَإِنِّي جَاعِلٌ هَذَا الْأَمْرَ إِلَى هَؤُلَاءِ النَّفَرِ السّنّة، ثُمَّ قَالَ: لَوْ أَدْرَكَنِي أَحَدُ رَجُلَيْنِ ثُمَّ جَعَلْتُ إِلَيْهِ الْأَمْرَ فَوَثِقْتُ [5] بِهِ: سَالِمٌ مَوْلَى أبي حذيفة، وأبو عبيدة بن الجرّاح [6] .
__________
[1] / 371، والحاكم في المستدرك 3/ 226 وصحّحه، ووافقه الذهبي في تلخيصه. ورواه ابن الأثير في أسد الغابة 2/ 308، وابن حجر في الإصابة 2/ 7 من طريق ابن المبارك.
[1] أخرجه البخاري في الأذان، رقم (692) باب إمامة العبد والمولى، و (7175) في الأحكام، باب استقصاء الموالي واستعمالهم، وأبو نعيم في الحلية 1/ 177، وابن سعد في الطبقات 3/ 87، 88.
وقد استشكل ذكر أبي بكر في الرواية الثانية للبخاريّ، وأجاب البيهقي باستمرار إمامته حتى قدم أبو بكر فأمّهم أيضا.
[2] ذكره الحافظ في سير أعلام النبلاء 1/ 169 وقال: «هذا منقطع» .
[3] «زيد» ساقطة من نسخة (ح) .
[4] هكذا في الأصل، وسير أعلام النبلاء 1/ 170، وفي نسخة دار الكتب «شديدا» .
[5] هكذا في الأصل، وفي نسخة (ح) ، ونسخة دار الكتب، والمنتقى نسخة أحمد الثالث، وسير أعلام النبلاء 1/ 170 «لوثقت» .
[6] مسند أحمد 1/ 20 وإسناده ضعيف لضعف عليّ بن زيد بن جدعان. إذ قال الذهبي في السير: «علي بن زيد ليّن، فإن صحّ هذا، فهو دالّ على جلالة هذين في نفس عمر، وذلك على أنه لا يجوّز الإمامة في غير القرشيّ، والله أعلم» .

الصفحة 56