كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 3)

وَأَسْلَمَ قَبْلَهُ. وَكَانَ طَوِيلًا بِمِرَّةٍ [1] ، أَسْمَرَ، شَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ.
قَالَ لَهُ عُمَرُ يَوْمَ أُحُدٍ [2] . خُذْ دِرْعِي، قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ مِنَ الشَّهَادَةِ كَمَا تُرِيدُ، فَتَرَكَاهَا [3] .
وَكَانَ لَهُ مِنْ لُبَابَةَ بِنْتِ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ وَلَدٌ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [4] .
وَقِيلَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ زَيْدٍ وَمَعْنِ بْنِ عَدِيٍّ الْعَجْلَانِيِّ، وَاسْتُشْهِدَ بِالْيَمَامَةِ [5] .
وَقَدْ رَوَى عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أَرِقَّاءَكُمْ أَرِقَّاءَكُمْ أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ» . الْحَدِيثَ [6] .
وَجَاءَ أَنَّ رَايَةَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ كَانَتْ مَعَ زَيْدٍ، فَلَمْ يَزَلْ يَتَقَدَّمُ بِهَا فِي نَحْرِ الْعَدُوِّ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَأَخَذَهَا سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ. وَكَانَ زَيْدٌ يَقُولُ وَيَصِيحُ: اللَّهمّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِنْ فِرَارِ أَصْحَابِي وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ به مسيلمة ومحكّم بن الطّفيل [7] .
__________
[1] في طبقات ابن سعد 3/ 377 «طويلا بائن الطول» ، وفي سير أعلام النبلاء 1/ 298 «أسمر طويلا جدا» .
[2] هكذا في الأصل، وطبقات ابن سعد 3/ 378، والمنتقى نسخة أحمد الثالث، وفي نسخة (ع) ، والمنتقى لابن الملّا، وسير أعلام النبلاء 1/ 298 «يوم بدر» ، وكذا في متن النسخة (ح) «بدر» وفي الحاشية «أحد» .
[3] طبقات ابن سعد 3/ 378، وسير أعلام النبلاء 1/ 298.
[4] طبقات ابن سعد 3/ 377.
[5] طبقات ابن سعد 3/ 377، سير أعلام النبلاء 1/ 298.
[6] رواه أحمد في المسند 4/ 36 وفيه «يزيد» بدل «زيد» وهو وهم، والحديث: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في حجّة الوداع: «أرقّاءكم أرقّاءكم أطعموهم ممّا تأكلون واكسوهم ممّا تلبسون، فإن جاءوا بذنب لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد الله ولا تعذّبوهم» . ورواه ابن سعد في الطبقات 3/ 377.
[7] طبقات ابن سعد 3/ 377.

الصفحة 59