غَيْرَ قَاتِلِي [1] ، قَالُوا: فَاسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا، قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أَتْرُكُكُمْ إِلَى مَا تَرَككُمْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: فَمَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا أَتَيْتَهُ؟ قَالَ: أَقُولُ:
اللَّهمّ تَرَكْتَنِي فِيهِمْ مَا بَدَا لَكَ، ثُمَّ قَبَضْتَنِي إِلَيْكَ، وَأَنْتَ فِيهِمْ، إِنْ شِئْتَ أَصْلَحْتَهُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَفْسَدْتَهُمْ [2] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَزِيدَ الْحِمَّانِيِّ [3] سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ كَانَ يُسِرُّ إلي النبي صلى الله عليه وسلم: «لتخضبن هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ رَأْسِهِ، فَمَا يُحْبَسُ أَشْقَاهَا» [4] . وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: قدِمَ عَلَى عَلِيٍّ قَوْمٌ مِنَ الْبَصْرَةِ من الخوارج، فقال منهم الجعد من نَعْجَةَ [5] : اتَّقِ اللَّهَ يَا عَلِيُّ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، فَقَالَ عَلِيٌّ: بَلْ مَقْتُولٌ: ضَرْبَةٌ عَلَى هَذِهِ تُخَضِّبُ هَذِهِ، عَهْدٌ مَعْهُودٌ وَقَضَاءٌ مَقْضِيٌّ، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى، قَالَ: وَعَاتَبَهُ فِي لِبَاسِهِ فقال: ما لكم وللباسي هو أبعد من الكبر، وأجدر أن يقتدي بي المسلم [6] .
__________
[1] هنا تحريف في نسخة دار الكتب، والتصحيح من ذخائر العقبي 112 وبقية النسخ. وفي طبقات ابن سعد «إذا والله تقتلوا بي غير قاتلي» .
[2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 34، والهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 137 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن «سبيع» وهو ثقة، ورواه البزّار بإسناد حسن. وانظر مروج الذهب 2/ 425.
[3] في النسخة (ح) «الجماني» وهو تصحيف.
[4] أخرجه ابن عبد البرّ في الاستيعاب 3/ 60، وابن سعد في الطبقات 3/ 34 من طريق إسرائيل، عن سنان بن حبيب، عن نبل بنت بدر، عن زوجها قال: سمعت عليّا يقول.. وانظر نهاية الأرب 20/ 211 وقد أثبت «الجماني» .
[5] في الزهد لأحمد 165 وصفة الصفوة لابن الجوزي 1/ 332 «بعجة» بالباء.
[6] أخرجه أحمد في الزهد 165، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 82، 83، والحاكم في المستدرك 3/ 143، وتابعه الذهبي في تلخيصه، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 332.