كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 3)

تَخَبَّأَ [1] فَلْيَظْهَرْ، فَإِنْ كَانَ إِلَى الْكَثْرَةِ، فَإِنَّ أَصْحَابَنَا أَكْثَرُ، وَمَا يُعَدُّ فَتْحًا أَنْ يَلْتَقِيَ هَذَانِ الْحَيَّانِ [2] ، فَيَقْتُلُ هَؤُلاءِ هَؤُلاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلا رَجْرَجَةٌ [3] مِنْ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ، ظَهَرَتْ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ. وَلَكِنَّ الْفَتْحَ أَنْ يَحْقِنَ اللَّهُ دِمَاءَهُمْ، وَيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ.
قال المدائني وغيره: تُوُفيّ سنة أربعين. وقال خليفة [4] تُوُفيّ قبل الأربعين.
وقال الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ فِي شرحه للبُخاري: الجمهور على أنّه سكن بدْرًا، ولم يشهدها. وقال: أربعة كبار شَهِدُوها. قاله الزُّهْرِيّ، وابن إسحاق، والبُخاريّ، والحَكَم.
وقال الواقديّ: مات فِي آخر خلافة مُعَاوِيَة بالمدينة.
وله مائة حديث وحديثان [5] ، اتّفقا منها على تسعة، وانفرد البخاريّ بحديث، ومسلم بسبعة.
__________
[1] هذه الكلمة مضطربة مصحّفة في النسخ، فصحّحتها من سير أعلام النبلاء 2/ 496 حيث ورد فيه: «وتخبّأ رجال لم يخرجوا مع علي» .
[2] عند ابن الملا والذهبي في سير أعلام النبلاء (الجيلان) . بدل (الحيان) .
[3] في تاج العروس: الرجرجة: بقية الماء في الحوض، والجماعة الكثيرة في الحرب، ومن لا عقل له ولا خير فيه.
[4] في الطبقات 96.
[5] مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 37.

الصفحة 659