كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 4)

وَقَالَ القاسم بن محمد: اشتكت عائشة، فجاء ابن عباس فَقَالَ: يَا أم المؤْمِنِينَ تقدمين عَلَى فَرَط صِدْق [1] عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وعلى أَبِي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَلَوْ لَمْ يكن إِلَّا مَا في القرآن من البراءة لكفى بذلك شرفا [2] .
ولهذا حظ وافر من الفصاحة والبلاغة، مع مَا لها من المناقب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.
تُوفيت عَلَى الصحيح سَنَة سبع وخمسين بالمدينة. قاله هشام بن عُروة، وأَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وشباب [3] .
وَقَالَ أَبُو عُبيدة، وغيره: في رمضان سَنَة ثمان.
وَقَالَ الْوَاقدي: في ليلة سابع عشر رمضان. ودُفنت بالبقيع ليلًا، فاجتمع النَّاس وحضروا، فلم تُر ليلة أكثر ناسًا منها، وصلى عليها أَبُو هريرة، ولها ستٌ وستون سَنَة، وذلك في سَنَة ثمان [4] .
ابن سعد [5] : أنبأ محمد بن عمر حدّثني ابن أَبِي سبرة عَن عُثْمَان بن أَبِي عتيق، عَن أبيه قَالَ: رأيت ليلة ماتت عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حُمل معها جريد في الخِرَق والزيت، فِيهِ نار ليلًا، ورأيت النساء بالبقيع كأَنَّهُ عيد [6] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جريج، عن نافع: شهدت أبا هريرة
__________
[ () ] إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح، عن ابن شهاب، عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عن عائشة.
[1] من هنا إلى قوله «وعلى» ساقط من الأصل، فاستدركته من صحيح البخاري، وغيره.
[2] أخرجه البخاري في المناقب 7/ 83 باب فضل عائشة، والفرط: هو المتقدّم على القوم في المسير، وفي طلب الماء.
[3] شباب: بتخفيف الموحّدة الأولى، وهو خليفة بن خياط.
وفي الأصل «شاب» .
[4] طبقات ابن سعد 8/ 76، 77، والمستدرك 4/ 6، وانظر: المعجم الكبير 23/ 29 رقم (72) .
[5] في الطبقات الكبرى 8/ 77.
[6] طبقات ابن سعد 8/ 77.

الصفحة 249