كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 4)

وَرَوَى أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدِينِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلٍ يَسْتَأْذِنُ، فَلَمَّا سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ صَوْتَهُ قَالَ: «بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ» ، فَلَمَّا دَخَلَ بَشَّ بِهِ، فَلَمَّا خَرَجَ، قُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَعَهِدْتِنِي فَحَّاشًا، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ يُتَّقَى شَرُّهُ» [1] .
تُوُفِّيَ مخرمة- رحمة اللَّه- سَنَة أربع وخمسين، وله مائة وخمس عشرة سَنَة [2] .
مسلم بن عقيل [3] ، بن أَبِي طالب الهاشمي.
قدمه ابن عمه الحسين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَيْنَ يديه إِلَى الكوفه، ليكشف لَهُ كيف اجتماع النَّاس عَلَى الحسين، فَدَخَلَ سرًا، ونزل عَلَى هانئ المرادي، فطلب عبيد اللَّه بن زياد أمير الْكُوفَة هانئًا، فَقَالَ: مَا حملك عَلَى أن تجير عدوي؟! قَالَ: يَا بن أخي، جاء حقٌ هو أحق من حقك، فوثب عبيد الله فضربه بعنزة شك دماغة بالحائط، ثُمَّ أحضر مسلما من داره فقتله، وذلك في آخر سنة ستين [4] .
__________
[ () ] باب القباء، ومسلم في الزكاة (1058) باب إعطاء من سأل بفحش غلظة، وأبو داود (4028) والترمذي (2818) والنسائي 8/ 205، وأحمد في المسند 4/ 228.
[1] أخرجه البخاري في الأدب 10/ 278، 279 باب لم يكن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فاحشا ولا متفاحشا، ومسلم في البر والصلة (2591) باب مداراة من يتّقى فحشه، وأبو داود (4791) والترمذي (1996) وأحمد 6/ 39 وكلهم من طريق: محمد بن المنكدر، عن عروة، عن عائشة.
وأبو عامر الخزاز هو: صالح بن رستم (أسد الغابة 5/ 126) والحديث في فتح الباري 10/ 379.
[2] المنتخب من ذيل المذيل 518.
[3] انظر عن (مسلم بن عقيل) في:
المحبّر 56 و 245 و 480 و 491، وتاريخ اليعقوبي 2/ 242، 243، والمعارف 204، والأخبار الطوال 230 و 231 و 233- 236 و 238 و 239 و 241- 243، وتاريخ الطبري 5/ 347 و 348 و 350 و 351 و 354 و 356 و 357 و 360 و 362 و 364- 366 و 368- 381 و 389 و 391 و 397 و 398 و 425 و 569 و 570، والعقد الفريد 4/ 377، 378، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1885، 1886 و 1892- 1900 و 2300، وجمهرة أنساب العرب 69 و 406، ومقاتل الطالبيين 80 و 96- 99 و 101 و 106 و 109، والكامل في التاريخ 4/ 19 و 21 و 22 و 25- 28 و 30- 36 و 42 و 43 و 48 و 62 و 93 و 5/ 428.
[4] انظر تاريخ الطبري 5/ 368- 381.

الصفحة 301