كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 4)

أَسْلَمَتْ عَامَ الْفَتْحِ، وَصَلَّى ابْنُ عَمِّهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهَا يَوْمَ الْفَتْحِ صَلَاةَ الضُّحَى، وَقَالَ لَهَا: «قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ» ، وَكَانَتْ قَدْ أَجَارَتْ رَجُلًا [1] .
رَوَى عَنْهَا: حفيدها يحيي بن جعدة، ومولاها أَبُو صالح باذام، وكُرَيْب مولى ابن عَبَّاس، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي ليلى، وعُرْوة، ومجاهد، وعطاء، وآخرون.
لها عدة أحاديث، وتأخر موتها إِلَى بَعْدَ الخمسين، وكانت تحت هُبيرة ابن عمرو بن عائذ المخزومي، فهرب يَوْم الفتح إِلَى نجران، وولدت لَهُ:
عمرو بن هُبيرة وهانئًا، ويوسف، وجَعْدة.
قَالَ ابن إِسْحَاق: لَمَّا بلغ هُبيرة إسلام أم هانئ قَالَ أبياتًا منها:
وعاذلةٍ هبّتْ بلَيْلٍ تلَوْمُني ... وتعذلني بالليل ضَلَّ ضَلالها
وتزْعُمُ أني إنْ [2] أطعتُ عشيرتي ... سَأرْدَى وهل يُردِيني [3] إِلَّا زوالُها
[4]
فإنْ كنتِ قَدْ تابعتِ دِينَ مُحَمَّد ... وقطعتِ [5] الأرحَامَ منك حبالُها
فكُوني عَلَى أعلى سحيقٍ بهضْبةٍ ... ململمةٍ غبراءَ يبس اختلفوا بلالها
[6]
__________
[ () ] والمغازي (من تاريخ الإسلام) 555، والسيرة النبويّة 245 و 271 و 272 و 318 و 422 و 599، والمعين في طبقات المحدّثين 31 رقم 181، وسير أعلام النبلاء 2/ 311- 314 رقم 56، وتهذيب التهذيب 12/ 481 رقم 2995، وتقريب التهذيب 2/ 625 رقم 95، والإصابة 4/ 503 رقم 1533، وخلاصة تذهيب التهذيب 500، والنكت الظراف 12/ 451- 458.
[1] أخرجه البخاري في الجهاد 6/ 195، 196 باب أمان النساء وجوارهن، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها (82/ 336) باب استحباب صلاة الضحى، ومالك في الموطّأ 1/ 152 في قصر الصلاة، باب صلاة الضحى.
[2] في الاستيعاب 4/ 503 «لئن» .
[3] كذا في سيرة ابن هشام، وأسد الغابة، وفي الأصل «سأوذي وهل يؤذيني» .
[4] في السيرة «زيالها» .
[5] في السيرة، والاستيعاب «وعطّفت» .
[6] في المغازي للواقدي «يبس تلالها» . وفي الاستيعاب:

الصفحة 346