كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 4)

وَرُوِيَ أَنَّهُ قَالَ فِي شَرْطِهِ لِمُعَاوِيَةَ: إِنَّ عَلَيَّ عِدَاتٍ وَدُيُونًا، فَأَطْلَقَ لَهُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ نَحْوَ أَرْبَعِمِائَةِ أَلْفٍ أَوْ أَكْثَرَ.
وَكَانَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَيِّدًا لَا يَرَى الْقِتَالَ، وَقَدْ قَالَ جَدُّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَسَيُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» [1] .
وَقَالَ سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ- بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ-: ثَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ لَوْ لَمْ تَذْهَلْ نَفْسِي عَنْكُمْ إِلَّا لِثَلَاثٍ لَذَهَلْتُ:
لِقَتِلكُمْ أَبِي، وَطَعْنِكُمْ فِي فَخِذِي، وَانْتِهَابِكُمْ ثِقْلِي [2] .
وَلَمَّا دَخَلَ مُعَاوِيَةُ الْكُوفَةَ خَرَجَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْحَوْسَاءِ بِالنُخَيْلَةِ [3] فِي جَمْعٍ، فَبَعَثَ لِحَرْبِهِ خَالِدَ بْنَ عَرْفَطَةَ، فَقَتَلَ ابْنَ أَبِي الْحَوْسَاءِ.
وفي جمادى الآخرة خَرَجَ بِنَاحِيَةِ الْبَصْرَةِ سَهْمُ بْنُ غَالِبٍ الْهُجَيْمِيُّ وَالْخَطِيمُ الْبَاهِلِيُّ، فَقَتَلَا عُبَادَةَ بْنَ قُرْطٍ [4] اللَّيْثِيَّ صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بناحية
__________
[ () ] الغيظ، فلما قدم الحسن بن علي على الكوفة قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ أَبُو عامر سفيان بن ليلى- وقال ابن الفضل: - سفيان بن الليل-: السلام عليك يا مذلّ المؤمنين. قال: فقال: لا تقل ذاك يا أبا عامر لست بمذلّ المؤمنين، ولكنّي كرهت أن أقتلهم على الملك.
وهو عند الخطيب في تاريخ بغداد 10/ 305، 306، وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم 3/ 175 وفيه «أبو العريف» بالعين المهملة، وتابعه الذهبي في تلخيصه للمستدرك، وابن عساكر- تهذيب تاريخ دمشق 4/ 228.
[1] أخرجه البخاري في الصلح 5/ 235 باب: قول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم للحسن بن علي رضي الله عنهما: إنّ ابني هذا سيّد ... وباب المغازي في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- ص 230 رقم 419، والحاكم في المستدرك 3/ 174، 175، وصحّحه الذهبي في تلخيصه، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 178 وقال: رواه الطبراني في «الأوسط» و «الكبير» ، والبزّار، ورواه ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق- 4/ 226) .
[2] روى الطبري نحوه، عن زياد البكّائي، عن عوانة أنّ الحسن قام خطيبا في الناس فقال:
يا أهل العراق، إنه سخّى بنفسي عنكم ثلاث: قتلكم أبي، وطعنكم إيّاي، وانتهابكم متاعي. (تاريخ الرسل والملوك 5/ 165) .
[3] في الأصل «التحلية» والتصحيح من معجم البلدان 5/ 278، والإصابة، والاستيعاب.
[4] ويقال «ابن قرص» . انظر: تاريخ الطبري 5/ 171، وتاريخ خليفة 204، والكامل في التاريخ

الصفحة 7