كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 5)
مَسَحَ الرَّسُولُ جَبِينَهُ ... فَلَهُ بَرِيقٌ فِي الْخُدُودِ
أَبَوَاهُ مِنْ عَلْيَا قُرَيشٍ ... وَجَدُّهُ خَيْرُ الْجُدُودِ
رَوَاهُ ثَعْلَبٌ فِي أَمَالِيهِ [1] .
ثنا عُمَرُ بْنُ شَيْبَةَ [2] : ثنا عُبَيْدُ بْنُ جُنَادٍ: ثنا عَطَاءٌ، فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنٍ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: لَمَّا أُدْخِلَ ثَقْلُ الْحُسَيْنِ عَلَى يَزِيدَ وَوُضِعَ رَأْسُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ بَكَى يَزِيدُ وَقَالَ:
نُفَلِّقُ [3] هَامًا مِنْ رِجَالٍ أحبّة ... إِلَيْنَا وَهُمْ كَانُوا أَعَقَّ وَأَظْلَمَا [4]
أَمَّا وَاللَّهِ لَوْ كُنْتُ أَنَا صَاحِبُكَ مَا قَتَلْتُكَ أَبَدًا. فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ:
لَيْسَ هَكَذَا، قَالَ: فكيف يا بن أُمٍّ؟ قَالَ: مَا أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ من قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها 57: 22 [5] ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ أَخُو مَرْوَانَ، فَقَالَ:
لَهَامٌ بِجَنْبِ الطَّفِّ أدْنَى قَرَابَةً ... مِنَ ابْنِ زِيَادِ الْعَبْدِ ذِي النَّسَبِ [6] الْوَغْلُ
سُمَيَّةُ أَمْسَى نَسْلُهَا عَدَدَ الْحَصَى ... وَبِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ لَيْسَ لَهَا نَسْلُ
قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أبى الْحُسَيْنُ أَنْ يُسْتَأْسَرَ، فَقَاتَلُوهُ، فَقُتِلَ، وَقُتِلَ ابْنَهُ وَأَصْحَابُهُ بِالطَّفِّ، وَانْطَلَقَ بِبَنِيهِ: عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَسُكَيْنَةَ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، فَبَعَثَ بِهِمْ إِلَى يزيد بن معاوية، فجعل
__________
[1] الطبراني (2865) و (2866) ، ومجمع الزوائد 9/ 199 وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه، وأبو جناب مدلّس، وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 4/ 344، والبداية والنهاية 8/ 200.
[2] في الأصل «شبيه» .
[3] في الأصل: «تعلّق» ، والتصحيح من (مجمع الزوائد- ج 9/ 193) وترجم فيه للحسين بن علي في 16 صفحة.
[4] ورد هذا البيت في تاريخ الطبري 5/ 460 على هذا النحو:
يفلّقن هاما من رجال أعزّة ... علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما
[5] سورة الحديد 22.
[6] عند الطبري 5/ 460: «الحسب» .
الصفحة 18