كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 6)

قَدْ ذَكَرْنَا حُرُوبَهُ لِلْحَجَّاجِ، وَآخِرُ الأَمْرِ أَنَّهُ رَجَعَ إِلَى الْمَلِكِ رُتْبِيلَ، فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ بْنُ عَمْرٍو: لا أَدْخُلُ مَعَكَ لِأَنِّي أَتَخَوَّفُ عَلَيْكَ، وَكَأَنِّي بِكِتَابِ الْحَجَّاجِ قَدْ جَاءَ إِلَى رُتْبِيلَ يُرَغِّبُهُ وَيُرْهِبُهُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ بَعَثَ بك سلما أو قتلك، ولكن هاهنا خَمْسَمِائَةٍ قَدْ تَبَايَعْنَا عَلَى أَنْ نَدْخُلَ مَدِينَةً وَنَتَحَصَّنُ فِيهَا، وَنُقَاتِلُ حَتَّى نُعْطَى أَمَانًا أَوْ نَمُوتُ كِرَامًا، فَقَالَ: أَمَّا لَوْ دَخَلْتَ مَعِي لَوَاسَيْتُكَ وَأَكْرَمْتُكَ. فَأَبَى عَلَيْهِ، فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى رُتْبِيلَ، وَأَقَامَ الْخَمْسُمِائَةٍ حَتَّى قَدِمَ عُمَارَةُ بْنُ تَمِيمٍ، فَقَاتَلُوا حَتَّى أَمَّنَهُمْ وَوَفَى لَهُمْ. وَتَتَابَعَتْ كُتُبُ الْحَجَّاجِ إِلَى رُتْبِيلَ فِي شَأْنِ ابْنِ الأَشْعَثِ، إِلَى أَنْ بَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ، وَتَرَكَ لَهُ الْحِمْلَ [1] الَّذِي كَانَ يُؤَدِّيهِ سَبْعَ سِنيِنَ [2] .
وَيُرْوَى أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَصَابَهُ سُلٌّ وَمَاتَ، فَقَطَعُوا رَأْسَهُ، وَبَعَثُوا بِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ.
وَيُرْوَى أَنَّ الْحَجَّاجَ بَعَثَ إِلَى رُتْبِيلَ: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ عُمَارَةَ فِي ثَلاثِينَ أَلْفًا يَطْلُبُونَ ابْنَ الأَشْعَثِ، فَأَبَى أَنْ يُسَلِّمَهُ، وَكَانَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ عُبَيْدُ بْنُ أَبِي سُبَيْعٍ، فَأَرْسَلَهُ مَرَّةً إِلَى رُتْبِيلَ، فَخَفَّ عَلَى رُتْبِيلَ، وَاخْتَصَّ بِهِ، فَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأشعث لأخيه: إِنِّي لا آمَنُ غَدْرَ هَذَا، فَاقْتُلْهُ، فَهَمَّ
__________
[ () ] و 366 و 397 و 426 و 460 و 481 و 504، وتاريخ اليعقوبي 2/ 277 و 279 و 310، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 159 و 161 و 3/ 352، 353، والأخبار الطوال 240 و 316 و 318 و 320، وتاريخ الطبري 6/ 264- 266 و 326- 328 و 337- 341 و 344- 346 و 368- 370 و 380- 382 و 389- 391 وانظر فهرس الأعلام 10/ 321، والمعرفة والتاريخ 3/ 381، وتاريخ خليفة 275 و 295، وجمهرة أنساب العرب 425 وانظر فهرس الأعلام 594، ومقاتل الطالبيّين 103، والخراج وصناعة الكتابة 398، والبدء والتاريخ 6/ 35، ومروج الذهب 2063- 2065 و 2081 و 2095 و 2109 و 2111 و 2317 و 2119 و 2288 و 2428، ولطف التدبير 226، ونشوار المحاضرة 5/ 55، والمرصّع لابن الأثير 68، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 217، والعقد الفريد 1/ 142 و 2/ 464، وعيون الأخبار 1/ 122، وتاريخ حلب للعظيميّ 89 و 104، ونهاية الأرب 21/ 233 وما بعدها، وثمار القلوب 474 و 481، ووفيات الأعيان 7/ 114، والعبر 1/ 90 و 97، وسير أعلام النبلاء 4/ 183، 184 رقم 74، والبداية والنهاية 9/ 53، وفوات الوفيات 2/ 192، والتذكرة الحمدونية 2/ 62 و 454 وتخليص الشواهد 305.
[1] كذا في الأصل، ولعله «الجعل» . وفي تاريخ الطبري: «ترك له الصلح» .
[2] تاريخ الطبري 6/ 390.

الصفحة 130