كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 6)
ابن مَرْوَانَ: مَنْ أَفْضَلُ النَّاسِ؟ قَالَ: مَنْ تَوَاضَعَ عَنْ رِفْعَةٍ وَزَهِدَ عَنْ قُدْرَةٍ، وَأَنْصَفَ عَنْ قُوَّةٍ [1] .
وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ:
لعمري لَقَدْ عُمِّرْتُ فِي الدَّهْرِ [2] بُرْهةً ... وَدَانَتْ لِيَ الدُّنْيَا بِوَقْعِ الْبَوَاتِرِ
فَأَضْحَى الَّذِي قَدْ كَانَ مِمَّا يَسُرُّنِي ... كَلَمْحٍ [3] مَضَى فِي الْمُزْمِنَاتِ الْغَوَابِرِ
فَيَا لَيْتَنِي لَمْ أَعْنِ بِالْمُلْكِ سَاعَةً [4] ... وَلَمْ أَلْهُ فِي لَذَّاتِ عَيْشٍ نَوَاضِرِ
وَكُنْتُ كَذِي [5] طِمْرَيْنِ عَاشَ بِبُلْغَةٍ ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى زَارَ ضَنْكَ الْمَقَابِرِ
[6] وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ كَثِيرًا مَا يَجْلِسُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ فِي مُؤَخِّرِ الْمَسْجِدِ بِدِمَشْقَ، فَقَالَتْ لَهُ مَرَّةً: بَلَغَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّكَ شَرِبْتَ الطِّلاءَ [7] بَعْدَ النُّسُكِ وَالْعِبَادَةِ، فَقَالَ: أَيْ وَاللَّهِ، والدماء، قَدْ شَرِبْتُهَا [8] .
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ كَانَ أَبْخَرَ، وَأَنَّهُ وُلِدَ لِسَتَّةِ أَشْهُرٍ [9] .
وَذَكَرَ ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ كَانَ فَاسِدَ الْفَمِ.
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: خَطَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ فَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّ ذنوبي عظام، وإنّها
__________
[1] البداية والنهاية 9/ 65 وفيه: «وترك النّصرة عن قوّة» .
[2] في البداية والنهاية «في الملك» .
[3] في البداية والنهاية «كحلم» .
[4] في البداية والنهاية «ليلة» .
[5] في الأصل «لدى» .
[6] الأبيات في البداية والنهاية 9/ 67، 68 دون البيت الأخير.
[7] الطّلاء: المطبوخ من عصير العنب وذهب ثلثاه.
[8] البداية والنهاية 9/ 66.
[9] قول العجليّ ليس في تاريخ الثقات 312 والّذي فيه قوله: «وكان يقال إنّ لعبد الملك حلما، دخل عبد الرحمن بن أمّ الحكم- وكان خيارا- فقال له عبد الملك: ما لي أراك كأنّك عاضّ على صوفة؟، يريد عنقفته، فقال له عبد الرحمن: والله يا أمير المؤمنين يقهلن مالي ولا يشممن قفاي. فعرف عبد الملك أنه إنّما عيّره بالبخر، فسكت» .
وليس في ترجمته ما يدلّ على تاريخ مولده.
الصفحة 142