كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 6)

يَعْنِي مِنْ جُرْحٍ بِهِ، فَلَمَّا مَاتَ حَزَّ رَأْسَهُ رُتْبِيلُ وَبَعَثَ بِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ [1] .
قُلْتُ: هَذَا قَوْلٌ شَاذٌّ، وَأَبُو مِخْنَفٍ كَذَّابٌ.
وَفِيهَا غَزَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ أَرْمِينِيَةَ، فَأَقَامَ بِهَا سَنَةً، وَوَلَّى عَلَيْهَا عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ حَاتِمِ بْنِ النُّعْمَانِ الْبَاهِلِيَّ، فَبَنَى مَدِينَةَ دَبِيلَ [2] وَمَدِينَةَ بَرْذَعَةَ [3] .
وَفِيهَا قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيُّ: بَعَثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَهُوَ مُقِيمٌ بِالْمِصِّيصَةَ يَزِيدَ بْنَ حُنَيْنٍ فِي جَيْشٍ، فَلَقِيَتْهُ الرُّومُ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ، فَأُصِيبَ النَّاسُ، وَقُتِلَ مَيْمُونٌ الْجُرْجُمَانِيُّ [4] فِي نَحْوَ أَلْفِ نَفْسٍ مِنْ أَهْلِ أَنْطَاكِيَةَ، وَكَانَ مَيْمُونٌ أَمِيرُ أَنْطَاكِيَةَ مِنْ مَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ، مَشْهُورٌ بِالْفُرُوسِيَّةِ، وَتَأَلَّمَ غَايَةَ الأَلَمِ لِمُصَابِهِمْ.
وَفِيهَا عُزِلَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ عَنْ خُرَاسَانَ، وَوُلِّيَ أخوه
__________
[1] تاريخ الطبري 6/ 390.
[2] في طبعة القدسي 3/ 235 «أردبيل» وهو غلط، فأردبيل من أشهر مدن أذربيجان، والصحيح «دبيل» : بفتح أوله وكسر ثانيه، مدينة بأرمينية تتاخم أرّان. (معجم البلدان 3/ 439) .
[3] تاريخ خليفة 291 ويضيف: مدينة النّشوى.
[4] في طبعة القدسي 3/ 235 «الجرجاني» ، وهو غلط، والصحيح ما أثبتناه كما في تاريخ خليفة 291 وهو عبد روميّ لبني أم الحكم أخت معاوية. قال البلاذريّ إن عبد الملك بلغه عنه بأس وشجاعة فجعله قائدا على جماعة من الجند يرابطون في أنطاكية. فغزا ميمون مع «مسلمة بن عبد الملك» الطّوّانة، وهو على ألف من أهل أنطاكية فاستشهد بعد بلاء حسن، فاغتمّ عبد الملك بمصابه وأغزى الروم جيشا عظيما طلبا بثأره. (فتوح البلدان 190) وعند الطبري أن غزو الطّوّانة كان سنة 87 هـ. وهذا يعني أنها بعد وفاة عبد الملك. والصحيح أنها سنة 85 كما ذكر المؤلّف الذهبيّ- رحمه الله- نقلا عن تاريخ خليفة. وقد عرف «ميمون» بالجرجماني، لاختلاطه بأهل الجرجومة وهي مدينة على جبل اللّكّام عند معدن الزاج فما بين بيّاس وبوقا، جنوبيّ أنطاكية. انظر: تاريخ دمشق- مخطوطة التيمورية 44/ 316 وكتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- ج 1/ 125 و 144- طبعة ثانية، مؤسسة الرسالة، بيروت، ودار الإيمان، طرابلس 1404 هـ. / 1984 م.

الصفحة 23