كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 6)

رَوَى عَنْهُ: أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ [1] ، وَجَمَاعَةٌ.
417- مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ [2] أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ اللَّخْمِيُّ أَمِيرُ الْمَغْرِبِ، كَانَ مَوْلَى امْرَأَةٍ مِنْ لَخْمٍ، وَقِيلَ هُوَ مَوْلَى لِبَنِي أُمَيَّةَ، وَكَانَ أَعْرَجَ.
رَوَى عَنْ: تَمِيمٍ الدَّارِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ، وَيَزِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الْيَحْصُبِيُّ.
وَشَهِدَ مَرْجَ رَاهِطٍ، وَوَلَّى غَزْوَ الْبَحْرِ لِمُعَاوِيَةَ، فَغَزَا جَزِيرَةَ قُبْرُسَ وَبَنَى هُنَاكَ حُصُونًا كالماغوصةَ [3] وَحِصْنِ يَانِسَ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا افْتِتَاحَهُ الأَنْدَلُسَ، وَجَرَتْ لَهُ عَجَائِبُ وَأُمُورٌ طَوِيلَةٌ هَائِلَةٌ.
وَقِيلَ انْتَهَى إِلَى آخِرِ حِصْنٍ مِنْ حُصُونِ الأَنْدَلُسِ، فَاجْتَمَعَ الرُّومُ لِحَرْبِهِ، فَكَانَتْ بَيْنَهُمْ وَقْعَةٌ مَهُولَةٌ، وَطَالَ الْقِتَالُ، وَجَالَ الْمُسْلِمُونَ جَوْلَةً وَهَمُّوا بِالْهَزِيمَةِ، فَأَمَرَ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ بِسُرَادِقِهِ فَكَشَفَ عَنْ ثِيَابِهِ وَحُرَمِهِ حَتَّى يُرَوْنَ، وَبَرَزَ بَيْنَ الصُّفُوفِ حَتَّى رَآهُ النَّاسُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالْبُكَاءِ، فَأَطَالَ، فَلَقَدْ كُسِرَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ أَغْمَادُ السُّيُوفِ، ثُمَّ فَتَحَ اللَّهُ وَنَزَلَ النَّصْرُ.
__________
[1] في الأصل «حجادة» والتصويب من تهذيب التهذيب.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 146 رقم 1456، جذوة المقتبس 338، رقم 793، بغية الملتمس 8 و 457 رقم 1334، الحلّة السّيراء 2/ 332- 334 رقم 178، فتوح مصر لابن عبد الحكم 84- 92، وفيات الأعيان 5/ 318- 329 رقم 748، أخبار مجموعة لمجهول 3، البيان المغرب 1/ 39- 46، سير أعلام النبلاء 4/ 496- 500 رقم 195، العبر 1/ 116، دول الإسلام 1/ 68، المعرفة والتاريخ 1/ 601 و 3/ 332، البداية والنهاية 9/ 171، مرآة الجنان 1/ 200- 201، النجوم الزاهرة 1/ 235. نفح الطيب 1/ 229 و 283، شذرات الذهب 1/ 112.
وأخباره كثيرة في كتب الفتوح والتاريخ، مثل فتوح البلدان للبلاذري، وتواريخ خليفة واليعقوبي والطبري والمسعودي وابن الأثير وغيرهم.
[3] تعرف الآن ب «فماغوستا» .

الصفحة 485