كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 7)

الأعلام، ومقريء الكوفة فِي زمانه. قرأ عَلَى يحيى بْن وثّاب وغيره، وحدّث عَنْ أنس بْن مالك، وابن أَبِي أَوْفَى، وزيد بْن وهب، ومُرّه الطّيّب، ومجاهد، وخَيْثَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن، وذَرّ الهَمْداني، وأَبِي صالح السّمّان، وغيرهم. وعَنْه ابنه مُحَمَّد، ومنصور، والأعمش، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وشُعْبَة، وخلْق كثير.
قَالَ أَبُو خَالِد الأحمر: أُخْبِرْتُ أن طلحة بْن مُصَرِّف شُهِر بالقراءة، فقرأ عَلَى الأعمش لينسلخ ذَلِكَ عَنْه [1] ، فسمعت الأعمش يَقُولُ: كَانَ يأتي فيجلس عَلَى الباب حتى أخرج، فيقرأ، فما ظنُّكم برجلٍ لا يُخْطئ ولا يلحن. وقَالَ مُوسَى الْجُهَنِيُّ: سَمِعْتُ طلحة بْن مُصَرِّف يَقُولُ: قد أكثرتُم فِي عثمان، ويأبى قلبي إلا أن يحبَّه [2] . وعَنْ عَبْد الملك بْن أبجر قَالَ: ما رأيت طلحة بْن مُصَرِّف فِي مَلأ، إلا رأيت لَهُ الفضْلَ عليهم [3] .
وقَالَ الحَسَن بْن عَمْرو: قَالَ لي طلحة بْن مُصَرِّف: لولا أنّي عَلَى وضوءٍ لأخبرتُك بما تَقُولُ الرافضة [3] . وقَالَ فُضَيْل بْن غَزْوان: قِيلَ لطلحة ابن مُصَرِّف: لو ابتعتَ طعامًا ربِحْتَ فيه، قَالَ: إنّي اكره أن يعلم اللَّه من
__________
[ () ] أنساب العرب 394، العيون والحدائق لمجهول 3/ 371، الكامل في التاريخ 5/ 175، صفة الصفوة 3/ 96- 98 رقم 417، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 253- 254 رقم 272، الاشتقاق 424، نقط العروس (في رسائل ابن حزم- تحقيق د. إحسان عباس) 2/ 113، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 230، تهذيب الكمال 2/ 631، تحفة الأشراف 13/ 241 رقم 1123، سير أعلام النبلاء 5/ 191- 193 رقم 70، العبر 1/ 139، الكاشف 2/ 40 رقم 2503، مرآة الجنان 1/ 243، جامع التحصيل 245 رقم 312، الوافي بالوفيات 16/ 483- 484 رقم 526، غاية النهاية 1/ 343، تهذيب التهذيب 5/ 25- 26 رقم 43، تقريب التهذيب 1/ 379- 380 رقم 41، خلاصة تذهيب التهذيب 180، شذرات الذهب 1/ 145.
[1] في سير أعلام النبلاء 5/ 191 «لينسلخ ذلك الاسم عنه» وقال في شذرات الذهب 1/ 145:
«كان يسمّى سيّد القرّاء، ولما علم إجماع أهل الكوفة على أنه أقرأ من بها ذهب ليقرأ على الأعمش رفيقه لتنزل رتبته في أعينهم، ويأبى الله إلّا رفعته» . زاد ابن الجوزي في صفة الصفوة 3/ 96 «فمال الناس إلى الأعمش وتركوا طلحة» ، وانظر: المعارف وثقات العجليّ والطبقات الكبرى، وغيره.
[2] حلية الأولياء 5/ 19، الثقات للعجلي 326.
[3] حلية الأولياء 5/ 20.

الصفحة 387