كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 7)

عبد العزيز، وآخرون. وثّقه ابن معين [1] وغيره، وكان يؤدّب بالكوفة، وكان من العلماء العاملين. قال يزيد بن أبي مريم: كان القاسم بْن مُخَيْمِرة يتوضّأ مِنَ النهر الَّذِي يخرج من باب الصّغير. قُلْتُ: لعلّه توضّأ منه، وقد أبعد عَنِ البلد وصفًا.
قَالَ مُحَمَّد بْن كثير، عَنِ الأَوزاعيّ قَالَ: جلست إلى القاسم بْن مُخَيْمِرة حين احتلمت [2] . وقَالَ ابن أَبِي خَالِد: كنّا فِي كُتّاب القاسم، وكان لا يأخذ منّا. وعَنْ منصور بْن نافع قَالَ: كَانَ القاسم يأمرنا بجهازه للغزو ويقول: لا تُماكِسُوا فِي جهازنا فإنّ النّفقة فِي سبيل اللَّه مضاعَفَة. وَعَنِ القاسم، أَنَّهُ كَانَ لا ينصرف حتى يستأذن الوالي، ويقرأ: وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا 24: 62 [3] الآية [4] .
أَبُو مُسْهِرٍ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ القاسم بْن مُخَيْمِرة قَالَ:
دخلت عَلَى عُمَر بْن عَبْد العزيز، فقضى عنّي سبعين دينارًا، وحملني عَلَى بغلةٍ، وفرض لي فِي خمسين، فقلت: أغنيتَني عَنِ التجارة. فسألني عَنْ حديثٍ، فقلت: هنّيني [5] يا أمير المؤمنين، قَالَ سَعِيد: كأنّه كرِه أن يحدّثه عَلَى هذا الوجه [6] . قَالَ: وقَالَ القاسم: ما اجتمع على مائدتي لونان من طعام واحد، ولا أغلقت بابي ولي خلفه هَمٌّ [7] . وعنه قال: كنت أدعو بالموت، فلما
__________
[1] قاله الرازيّ في: الجرح والتعديل 7/ 120.
[2] التاريخ الكبير 7/ 197.
[3] سورة النور، الآية 62.
[4] رواه الأوزاعي قال: كان القاسم يقدم علينا مرابطا متطوّعا (أي في بيروت) فلا ينصرف حتى يستأذن، فكان يتأوّل هذه الآية: وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ 24: 62 (وانظر: حلية الأولياء 6/ 80) .
[5] في طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 295 «هبني» وهو خطأ، والتصويب من: حلية الأولياء.
[6] حلية الأولياء 6/ 83 وانظر أيضا ص 82 وفيها: هنّيني عطيّتك» .
[7] المعرفة والتاريخ 3/ 212، حلية الأولياء 6/ 80.

الصفحة 452