كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 7)

فَلَمَّا رَأَى هِشَامُ كَثْرَتَهُمْ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ هشام المخزوميّ: اضرب على أهل الْمَدِينَةِ بَعَثَ أَرْبَعَةَ آلافٍ، فَكَانَ النَّاسُ إِذَا دَخَلُوا الصَّائِفَةَ، خَرَجَ أَرْبَعَةُ آلافٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّوَاحِلِ، فَكَانُوا هُنَاكَ إِلَى قُفُولِ النَّاسِ وَمَجِيئِهِمْ مِنَ الصَّائِفَةَ [1] .
قَالَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ: حَجَّ هِشَامٌ، فَأَعْجَبَتْهُ سِحْنَةَ سَالِمٍ، فَقَالَ لَهُ: مَا تَأْكُلْ؟ قَالَ: الْخُبْزُ وَالزَّيْتُ، قَالَ: فَإِذَا لَمْ تَشْتَهِهُ؟ قَالَ: أَدَعُهُ حَتَّى أَشْتَهِيهِ، فَعَانَهُ هِشَامٌ- أَيْ أَصَابَهُ بِالْعَيْنِ- فَمَرِضَ وَمَاتَ، فَشَهِدَهُ هِشَامٌ، وَازْدَحَمَ النَّاسُ فِي جِنَازَتِهِ، فَقَالَ: إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ لَكَثيِرٌ، فَضَرَبَ عَلَيْهِمْ بَعْثًا خرج فيه جَمَاعَةٌ لَمْ يَرْجِعُوا، فَتَشَاءَمَ بِهِشَامٍ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، فَقَالُوا عَانَ فَقِيهَنَا، وَعَانَ بَلَدَنَا وَأَهْلَهُ [2] .
وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ: حَدَّثَنِي أَشْعَبُ [3] قَالَ: قَالَ لِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: لا تَسْأَلْ أَحَدًا غَيْرَ اللَّهِ.
وَيُقَالُ: تُوُفِّيَ سَالِمٌ فِي أَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ.
72- (سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الله [4] النّصري) [5] م د ن ق- مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ، وَهُوَ سَالِمٌ سَبَلانُ، وَهُوَ سَالِمٌ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ [6] وَهُوَ سَالِمٌ السَّدُوسِيُّ مَوْلاهُمْ، وَهُوَ سالم
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 201.
[2] راجع الطبقات الكبرى 5/ 201.
[3] هو أشعب الطّمع، كما في: سير أعلام النبلاء 4/ 463.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 310، التاريخ الكبير 4/ 109- 110 رقم 2136، تاريخ الثقات للعجلي 174 رقم 498، الجرح والتعديل 4/ 184 رقم 798، الطبقات لخليفة 249، الثقات لابن حبّان 4/ 307- 308، تهذيب الكمال 1/ 464، سير أعلام النبلاء 4/ 595- 596، رقم 234، الكاشف 1/ 271 رقم 1892، المشتبه 351، تهذيب التهذيب 3/ 438- 439 رقم 808، تقريب التهذيب 1/ 280 رقم 12، خلاصة تذهيب التهذيب 131.
[5] في طبعة القدسي 4/ 117 «النضري» بالضاد المعجمة، اعتمادا على الخلاصة، والصحيح ما أثبتناه عن أكثر مصادر ترجمته.
[6] في طبعة القدسي 4/ 117 «المهدي» وهو تصحيف، والتصحيح من تهذيب التهذيب.

الصفحة 93