كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 9)

وثقه أبو زرعة.
وقال أبو حاتم: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ إِلَى الصِّدْقِ أَقْرَبُ.
ابْنُ هَرْمَةَ [1] ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَامِرٍ الْفِهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ الشَّاعِرُ الْبَلِيغُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ هِرْمَةَ أَبُو إِسْحَاقَ.
كَانَ مِنْ شُعَرَاءِ الدَّوْلَتَيْنِ، مدح الوليد بن يزيد، ثم أبا جعفر المنصور، وكان شيخ شعراء زمانه، وكان منقطعا إلى الطالبيّين.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ مُقَدَّمٌ فِي شُعَرَاءِ الْمُحْدَثِينَ، قدّمه بعضهم على بشّار ابن بُرْدٍ وَعَلَى أَبِي نُوَاسٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ لِي رَجُلٌ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَقَصَدْتُ مَنْزِلَ ابْنِ هَرْمَةَ فَإِذَا بُنَيَّةٌ لَهُ صَغِيرَةٌ تَلْعَبُ بِالطِّينِ، فَقُلْتُ لَهَا: مَا فَعَلَ أَبُوكِ؟ قَالَتْ: وَفَدَ إِلَى بَعْضِ الْمُلُوكِ، فَمَا لَنَا بِهِ عِلْمٌ مُنْذُ مُدَّةٍ، فَقُلْتُ: انْحَرِي لِي نَاقَةً فَأَنَا ضَيْفُكِ.
قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا، قُلْتُ: فَشَاةً، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا، قُلْتُ: فَدَجَاجَةً، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا، قُلْتُ: فَهَاتِي بَيْضَةً، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا، قُلْتُ:
فَبَطُلَ مَا قَالَ أبوك:
كم ناقة قد وجاءت مِنْحَرَهَا ... بِمُسْتَهَلِّ الشُّؤْبُوبِ أَوْ حَمَلِ
قَالَتْ: فَذَاكَ الْفِعْلُ مِنْ أَبِي هُوَ الَّذِي أَصَارَنَا إِلَى أن ليس عندنا شيء، وتمام الشعر:
__________
[1] ترجمته في: الأغاني 4/ 367- 397. الشعر والشعراء لابن قتيبة 639. تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر 2/ 237- 245. نسب قريش 446، البيان والتبيين 1/ 111 و 168 و 224 و 3/ 205، 261 و 372، طبقات الشعراء 20، البداية والنهاية 10/ 169، سير أعلام النبلاء 2/ 207، خزانة الأدب 1/ 244، النجوم الزاهرة 2/ 84، تاريخ بغداد 6/ 127، الوافي بالوفيات 6/ 9 رقم 2502.

الصفحة 59