كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 9)

لا أُمْتِعُ الْعُوذَ [1] بِالْفِصَالِ وَلا ... أَبْتَاعُ إِلا قَصِيرَةَ [2] الأَجَلِ
إِنِّي إِذَا مَا الْبَخِيلُ أَمَّنَهَا [3] ... بَاتَتْ ضَمُورًا مِنِّي عَلَى وَجَلِ
قَالَ الْغِلابِيُّ: أَنَا ابْنُ عَائِشَةَ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ هَرْمَةَ عَلَى الْمَنْصُورِ فَمَدَحَهُ، فَأَعْطَاهُ عَشَرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ وَقَالَ: يَا بْنَ هَرْمَةَ إِنَّ الزَّمَانَ ضَيَّقَ بِأَهْلِهِ، فَاشْتَرِ بِهَذِهِ إِبِلا عَوَامِلَ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ: كُلَّمَا مَدَحْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطَانِي مِثْلَهَا، هَيْهَاتَ وَالْعَوْدُ إِلَى مِثْلِهَا.
وَمِنْ شِعْرِهِ:
وَلِلنَّفْسِ تَارَاتٌ يُحَلُّ بِهَا الْعُرَى ... وَتَسْخُو عَنِ الْمَالِ النُّفُوسُ الشَّحَائِحُ
إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَنْفَعْكَ حَيًّا فَنَفْعُهُ ... أَقَلُّ إِذَا انْضَمَّتْ عَلَيْهِ الصَّفَائِحُ
لِأَيَّةِ حَالٍ يَمْنَعُ الْمَرْءُ مَالَهُ ... غَدًا، فَغَدًا وَالْمَوْتُ غَادٍ وَرَائِحُ
وَلَهُ:
كَأَنَّ عَيْنَيَّ [4] إِذَا وَلَّتْ حُمُولُهُمْ ... عَنَّا جَنَاحَا حَمَامٍ صَادَفَتْ مَطَرَا
أَوْ لُؤْلُؤٌ سِلْسٌ فِي عِقْدِ جَارِيَةٍ ... خَرْقَاءَ نَازَعَهَا الْوِلْدَانُ فَانْتَثَرَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ [5]- خ م- ابن الأجدع، ابن ابن أخي
__________
[1] في الأصل، وفي نسخة القدسي 6/ 35 «أمنع العون» . والتصحيح من: عيون الأخبار، وأمالي القالي، والأغاني. والعوذ: الحديثات النتاج من الظباء والإبل والخيل، واحدتها: عائذ، مثل حائل وحول. والفصال: جمع فصيل وهو ولد الناقة إذا فصل عن أمه. يريد أنه لكرمه لا يمتّع العوذ بأولادها بل يذبحها لضيوفه الكثيرين. (أمالي القالي 3/ 110 طبعة دار الكتب المصرية عيون الأخبار 3/ 249، الأغاني 5/ 259) .
[2] وقيل «قريبة» .
[3] في نسخة القدسي «آمنها» والتصحيح من الأغاني وأمالي القالي.
[4] في تهذيب ابن عساكر 2/ 245 «عيسى» .
[5] الجرح 2/ 124. تهذيب التهذيب 1/ 157، التقريب 1/ 42، التاريخ الكبير 1/ 320. المشاهير 164، الوافي بالوفيات 6/ 103، الخلاصة 21، المعرفة والتاريخ 3/ 98، تاريخ أبي زرعة 1/ 654

الصفحة 60