كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 10)

جَعَلَهُ [1] أَبُوهُ وَلِيَّ الْعَهْدِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُوهُ انْعَقَدَ الاتِّفَاقُ عَلَى خِلافَتِهِ، وَكَانَ بِجُرْجَانَ، فَأَخَذَ لَهُ الْبَيْعَةَ أَخُوهُ هَارُونُ [2] .
مَوْلِدُهُ بِالرَّيِّ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ [3] ، وَكَانَتْ خِلافَتُهُ سَنَةً وَشَهْرًا [4] .
وَكَانَ طَوِيلا جَسِيمًا أَبْيَضَ، بِشِفَّتِهِ الْعُلْيَا تَقَلُّصٌ [5] ، وَكَانَ أَبُوهُ قَدْ وَكَّلَ بِهِ فِي الصِّبَا [6] خَادِمًا، كُلَّمَا رَآهُ مَفْتُوحَ الْفَمِ قَالَ: مُوسَى أطبق، فيفيق على نفسه ويضمّ شفته [7] .
فَعَنْ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ مَرْوَانُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ شَاعِرُ وَقْتِهِ عَلَى الْهَادِي، فَأَنْشَدَهُ قَصِيدَةً يَقُولُ فِيهَا:
تَشَابَهَ يَوْمًا بَأْسُهُ وَنَوَالُهُ ... فَمَا أَحَدٌ يَدْرِي لِأَيِّهِمَا الْفَضْلُ
فقال له: أيّما أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ ثَلاثُونَ أَلْفًا مُعَجَّلَةً، أَوْ مِائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ تَدُورُ فِي الدَّوَاوِينِ؟ قَالَ: تُعَجَّلُ الثَّلاثُونَ أَلْفًا، وَتَدُورُ الْمِائَةُ أَلْفٍ، قَالَ: بَلْ تُعَجَّلانِ لَكَ جَمِيعًا [8] .
قَالَ نِفْطَوَيْهِ: قِيلَ إِنَّ مُوسَى الْهَادِي قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيِّ: إِنْ أَطْرَبْتَنِي فَاحْتَكِمْ مَا شِئْتَ، فَغَنَّاهُ:
سُلَيْمَى أَزْمَعَتْ بَيْنَا ... فأين لقاؤها أينا؟
الأبيات.
__________
[1] في الأصل «حمله» .
[2] تاريخ بغداد 13/ 22.
[3] تاريخ بغداد 13/ 22.
[4] تاريخ بغداد 13/ 22، الإنباء في تاريخ الخلفاء 74.
[5] تاريخ بغداد 13/ 22.
[6] في الأصل «الصبي» .
[7] الإنباء في تاريخ الخلفاء 74.
[8] تاريخ بغداد 13/ 23، 24، الأغاني 10/ 80، البداية والنهاية 10/ 159، وفيات الأعيان 5/ 190 وفيه ان بيت «تشابه يوما..» قاله مروان في معن بن زائدة.

الصفحة 479