كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 11)

__________
[ () ] ثيابا خشنة ويركب بغلا ويردف غلامه خلفه، فخرج إليه جعفر وقال: أتتولّى مصر؟ فقال: نعم، فسار إليها (فدخلها) وخلفه غلام على بغل للثّقل، فقصد دار موسى بن عيسى فجلس في أخريات الناس، فلما انفضّ المجلس قال موسي: ألك حاجة؟ فرمى إليه بالكتاب، فلما قرأه قال: لعن الله فرعون حيث قال: أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ 43: 51؟ الآية، ثمّ سلّم إليه ملك مصر فمهّدها عمر المذكور ورجع إلى بغداد وهو على حاله. انتهى كلام أبي المظفّر.
قلت: لم يذكر عمر بن مهران أحد من المؤرّخين في أمراء مصر، والجمهور على أن موسى بن عيسى عزل بإبراهيم بن صالح العباسي، ولعلّ الرشيد لم يرسل عمر هذا إلّا لنكاية موسى، ثم أقرّ الرشيد إبراهيم، بعد خروج المذكور من بغداد، فكانت ولاية عمر على مصر شبه الاستخلاف من إبراهيم بن صالح ولهذا أبطأ إبراهيم بن صالح على الحضور إلى الديار المصرية بعد ولايته مصر عن موسى المذكور، أو كانت ولاية عمر بن مهران على خراج مصر وإبراهيم على الصلاة، وهذا أوجه من الأول.
وقال الذهبي: ولّى الرشيد مصر لجعفر بن يحيى البرمكي بعد عزل موسى، فعلى هذا يكون عمر نائبا عن جعفر، ولم يصل جعفر إلى مصر في هذه السنة، ولهذا لم يثبت ولايته أحد من المؤرخين. انتهى» .
وانظر: ولاة مصر للكندي 159 بالحاشية رقم (2) ، والمواعظ والاعتبار للمقريزي 1/ 308، والبداية والنهاية 10/ 169، وحسن المحاضرة للسيوطي 2/ 11، وتاريخ ابن خلدون 3/ 218.

الصفحة 14