كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 11)

هُوَ سَلْمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَمَّادَ الْبَصْرِيُّ، أَحَدُ الشُّعَرَاءِ الْمُحْسِنِينَ، وَهُوَ غُلامُ بَشَّارِ بْنِ بُرْدٍ، مَدَحَ الْمَهْدِيَّ، وَأَكْثَرَ (فِي مَدْحِ الْبَرَامِكَةِ) [1] .
وَكَانَ عَاكِفًا عَلَى الْمَعَاصِي، ثُمَّ تَزَهَّدَ وَنَسَكَ مُدَيْدَةً، ثُمَّ مَرَقَ وَعَادَ إِلَى اللَّهْوِ، وَبَاعَ مُصْحَفَهُ وَاشْتَرَى بِثَمَنِهِ دِيوَانَ شِعْرٍ، فَلُقِّبَ لِذَلِكَ بِالْخَاسِرِ [2] .
وَلَمَّا صَيَّرَ الرَّشِيدُ وَلَدَهُ الأَمِينَ وَلِيَّ عَهْدِهِ. قَالَ سَلْمٌ قَصِيدَتَهُ السَّائِرَةَ:
قُلْ لِلْمَنَازِلِ بِالْكَثِيبِ الأَعْفَرِ ... سُقِيتِ [3] غَايَةَ السَّحَابِ الْمُمْطِرِ
قَدْ بَايَعَ الثَّقَلانِ مَهْدِيَّ الْهُدَى ... لِمُحَمَّدِ بْنِ زُبَيْدَةَ ابْنَةِ جَعْفَرِ
فَحَشَتْ زُبَيْدَةُ فَاهُ جَوْهَرًا، قِيلَ بَاعَهُ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ [4] .
وَمِنْ شِعْرِهِ:
بَانَ شَبَابِي فِيمَا يَحُورُ ... وَطَالَ مِنْ لَيْلِي الْقَصِيرُ
أَهْدَى لِيَ الشَّوْقَ وَهُوَ خُلْوٌ ... أَغَنُّ فِي طَرْفِهِ فُتُورُ
وَقَائِلٍ حِينَ شَبَّ وَجْدِي ... وَاشْتَعَلَ الْمُضْمَرُ السَّتِيرُ
لَوْ شِئْتَ أَسْلاكَ عَنْ هَوَاهُ ... قلب لأشجانه ذكور
__________
[ () ] و 9/ 138، والوزراء والكتاب 155- 173، 203، والأغاني 19/ 261- 287، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 377 و 5/ 21، والعقد الفريد 6/ 29، وأمالي القالي 2/ 164، ومروج الذهب 2469، 2604، وثمار القلوب 59، وتحفة الوزراء 22، 77، 163، وربيع الأبرار 4/ 163، وأمالي المرتضى 1/ 562، 567، 572، وبهجة المجالس 1/ 155، وسرح والعيون 456، وديوان أبي العتاهية 296، 297، والبدء والتاريخ 6/ 104، وكتاب الصناعتين 210، 214، وتاريخ بغداد 9/ 136- 140 رقم 4754، وأنساب الأشراف 3/ 274، ومعجم الأدباء 11/ 236- 241 رقم 75، وبدائع البدائه 37، 38، والتذكرة الحمدونية 2/ 322، 323، وخلاصة الذهب المسبوك 143، ونهاية الأرب 7/ 288، والكامل في التاريخ 5/ 586، ومعاهد التنصيص 4/ 37، ووفيات الأعيان 2/ 350- 252 رقم 253 وفيه (سالم) ، وسير أعلام النبلاء 8/ 172، 173 رقم 32، والوافي بالوفيات 15/ 302- 304 رقم 424، والروض المعطار 437، والنجوم الزاهرة 2/ 120، وعصر المأمون 2/ 349.
[1] ما بين القوسين إضافة على الأصل، ومكانة بياض.
[2] طبقات الشعراء لابن المعتز 99، الأغاني 19/ 261، تاريخ بغداد 9/ 136، ووفيات الأعيان 2/ 350.
[3] في تاريخ بغداد «أسقيت» ، وكذلك في وفيات الأعيان.
[4] تاريخ بغداد 9/ 138، وفيات الأعيان 2/ 351.

الصفحة 144