كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 11)

فَقُلْتُ: لا تَعْجَلَنْ بِلَومِي ... فَإِنَّمَا يُنْبِئُ الْخَبِيرُ
عَذَّبَنِي وَالْهَوَى صَغِيرُ ... فَكَيْفَ بِي وَالْهَوَى كَبِيرُ؟
مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ مَاتَ غَمًّا [1] ... وَفَازَ بِاللَّذَّةِ الْجَسُورُ [2]
قَالَ أَبُو مُعَاذٍ النُّمَيْرِيُّ: قَالَ بَشَّارُ بَيْتًا، وَكَانَ يَلْهَجُ بِهِ كَثِيرًا وَهُوَ:
مَنْ رَاقَبَ النّاسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ ... وَفَازَ بِالطَّيِّبَاتِ الْفَاتِكُ اللَّهِجُ
فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ قَالَ (سَلْمٌ الْخَاسِرُ بَيْتًا) [3] فِي هَذَا، وَأَنْشَدْتُهُ:
مَنْ رَاقَبَ الناس مات همّا ... وفاز باللّذّة الجسو
فَقَالَ: ذَهَبَ (وَاللَّهِ) [4] بَيْتِي، وَاللَّهِ لا أَكَلْتُ الْيَوْمَ شَيْئًا وَلا صُمْتُ.
وَمِنْ شِعْرِهِ:
لَمَّا أَتَتْنِي (عَلَى الْمَهْدِيِّ) [5] مَالِكَةٌ ... تَظَلُّ مِنْ خَوْفِهَا الأَحْشَاءُ تَضْطَرِبُ [6]
كَيْفَ الْقَرَارُ (مِنْ) [7] رِضَى مَلِكٍ ... تَبْدُو الْمَنَايَا بِكَفَّيْهِ وَتَحْتَجِبُ
إِنِّي أَعُوذُ (بِالْمُلُوكِ) [8] كُلِّهِمُ ... وَأَنْتَ ذَاكَ بِمَا تَأْتِي وَتَجْتَنِبُ
وَأَنْتَ كَالدَّهْرِ مَبْثُوثًا حَبَائِلُهُ ... وَالدَّهْرُ لا مَلْجَأَ مِنْهُ وَلا هَرَبُ
وَلَهُ:
مَلِكٌ كَأَنَّ الشَّمْسَ فَوْقَ جبينه ... تملّك بالإمساء والإصباح
__________
[1] في تاريخ بغداد «همّا» ، وهو من الأقوال السائرة. والمثبت يتفق مع طبقات ابن المعتز 100، والأغاني 19/ 263، ومعجم الأدباء 11/ 238.
[2] تاريخ بغداد 9/ 139، 140.
[3] ما بين القوسين بياض في الأصل، واستدركته من تاريخ بغداد 9/ 146، والأغاني 19/ 265، وفيات الأعيان 2/ 352.
[4] ما بين القوسين بياض في الأصل، استدركه من تاريخ بغداد، والأغاني 19/ 265، ووفيات الأعيان 2/ 352.
[5] ما بين القوسين بياض في الأصل استدركته من الأغاني.
[6] البيت في الأغاني (19/ 275) .
إني أتتني على المهديّ معتبة ... كان من خوفها الأحشاء تضطرب
وفي الأغاني أبيات غير التي ذكرها المؤلّف الذهبي هنا.
[7] ما بين القوسين بياض في الأصل.
[8] ما بين القوسين بياض في الأصل.

الصفحة 145