كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 11)
وَلَمَّا وَلِيَ الْقَضَاءَ اضْطَرَبَ حِفْظُهُ [1] .
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ شَرِيكٍ، فَقَالَ: كَانَ عَاقِلا صَدُوقًا مُحَدِّثًا عِنْدِي، وكان شَدِيدًا عَلَى أَهْلِ الرِّيَبِ وَالْبِدَعِ، قَدِيمَ السَّمَاعِ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَبْلَ زُهَيْرٍ، وَقَبْلَ إِسْرَائِيلَ.
فَقُلْتُ لَهُ: إِسْرَائِيلُ أَثْبَتُ مِنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: يُحْتَجُّ بِهِ؟ قَالَ: لا تَسْأَلْنِي عَنْ رَأْيِي فِي هَذَا.
قُلْتُ: فَإِسْرَائِيلُ تَحْتَجُّ بِهِ؟
قَالَ: أَيْ لَعَمْرِي [2] .
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْجَوْزَجَانِيُّ [3] : شَرِيكٌ سَيِّئُ الْحِفْظِ مُضْطَرِبٌ مَائِلٌ [4] .
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [5] .
قُلْتُ: اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ، وَخَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً [6] ، وَاحْتَجَّ بِهِ النَّسَائِيُّ [7] ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الْجَوْهَرِيُّ: أَخْطَأَ شَرِيكٌ فِي أَرْبَعِمِائَةِ حَدِيثٍ [8] .
قُلْتُ: لَكِنَّهُ كَانَ مِنْ بُحُورِ الْعِلْمِ، فَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: كَانَ عِنْدَ أَبِي عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَشَرَةُ آلافِ حَدِيثِ مَسْأَلَةٍ وَعِنْدَهُ عَنْ ليث بن أبي سليم عشرة آلاف [9] .
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 285.
[2] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 194 وزاد في آخره: «يحتجّ بحديثه» .
[3] في أحوال الرجال 92 رقم 134.
[4] وفيه «مضطرب الحديث، مائل» .
[5] تهذيب الكمال 12/ 472.
[6] انظر: رجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 309، 310، رقم 669.
[7] روى له في «عمل اليوم والليلة» برقم (148) و (867) .
[8] الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1323.
[9] الكامل 4/ 1324.
الصفحة 169