كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 11)

4- إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْعَبَّاسِيُّ الْهَاشِمِيُّ [1] .
وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ لِلْمَهْدِيِّ، ثُمَّ وَلِيَ مِصْرَ لِلرَّشِيدِ [2] ، وَتَزَوَّجَ بِأُخْتِ الرَّشِيدِ عَبَّاسَةَ.
حَكَى عَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ.
يُرْوَى أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمَهْدِيِّ قَالَ: تَأَخَّرَ جِبْرِيلُ بْنُ بِخْتَيْشُوعَ عَنِ الرَّشِيدِ فَشَتَمَهُ، فَقَالَ: تَشَاغَلْتُ بِإِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ لِأَنَّهُ يَمُوتُ. فَبَكَى وَجَزَعَ وَلَمْ يَأْكُلْ.
فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ الْبَرْمَكِيُّ: جِبْرِيلُ أَعْلَمُ بِطِبِّ الرُّومِ، وَابْنُ بَهْلَةَ [3] أَعْلَمُ بِطِبِّ الْهِنْدِ.
قَالَ: فَبَعَثَ الرَّشِيدُ بِابْنِ بَهْلَةَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَرَجِعَ وَحَلَفَ لَهُ إِنَّهُ لا يَمُوتُ فِي عِلَّتِهِ. فَأَكَلَ الرَّشِيدُ وَسَكَنَ، فَلَمَّا أَمْسَوْا جَاءَهُ الْمَوْتُ فبَكَى، يَعْنِي الرَّشِيدَ، وَقَالَ: ابْنُ عَمِّي فِي الْمَوْتِ وَأَنَا آكُلُ وَأَتَمَتَّعُ، ثُمَّ تَقَيَّأَ مَا أَكَلَ. وَبَكَّرَ لِحُضُورِ الْجِنَازَةِ إِلَى دَارِ إِبْرَاهِيمَ. فَأَتَاهُ ابْنُ بَهْلَةَ فَقَالَ: اللَّهَ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تُطَلَّقَ نِسَائِي وَتُعْتَقَ أَرِقَّائِي، ابْنُ عَمِّكَ لَمْ يَمُتْ فَقَامَ الرَّشِيدُ مَعَهُ، فَنَخَسَهُ ابْنُ بَهْلَةَ بِمَسَلَّةٍ تَحْتَ ظُفْرِهِ، فَحَرَّكَ يَدَهُ. ثُمَّ أَمَرَ بِنَزْعِ الْكَفَنِ عَنْهُ، ثُمَّ دَعَا بِمِنْفَخَةٍ وَكُنْدُسٍ [4] ، فَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ، فَعَطَسَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ، فَرَأَى الرَّشِيدَ فأخذ يده فقبّلها.
__________
[ () ] وسئل أبو زرعة الرازيّ عنه فقال: «ليس به بأس» .
وقد روى له البخاريّ في تاريخه الكبير، وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» وقال: «ربّما أتى بمناكير» .
[1] انظر عن (إبراهيم بن صالح العباسي) في:
المحبّر لابن حبيب 61، والمعارف لابن قتيبة 375، 380، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 156، 682 و 2/ 442، وتاريخ الطبري 8/ 148، 151، 163، وولاة مصر للكندي 147، 148، 157، 159، 160، والولاة والقضاة له 123، 125، 133، 135، 373، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 222، والأنساب 3/ 280، والكامل في التاريخ 6/ 61، 74، 128، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة 2/ 35 (في ترجمة: صالح بن بهلة) والوافي بالوفيات للصفدي 6/ 21، 22 رقم 245، وأمراء دمشق في الإسلام له 3 رقم 2، وص 122 رقم 69، والبداية والنهاية لابن كثير 10/ 169، والانتصار لواسطة عقد الأمصار لابن دقماق، وسير أعلام النبلاء 8/ 243، 244 رقم 67، والنجوم الزاهرة 2/ 84.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 222.
[3] هو: صالح بن بهلة الهندي. (انظر عنه في: عيون الأنباء في طبقات الأطباء- ص 475) .
[4] الكندس: بضم الكاف والدال المهملة، وسكون النون، قال الفيروزآبادي في «القاموس

الصفحة 30