كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 12)

وَفِيهَا مَقْتَلُ جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيِّ
[1] وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي سَبَبِ قتلِهِ عَلَى أَقْوَالٍ، فَقِيلَ: إِنَّ جِبْرِيلَ بْنَ بُخْتِيشُوعَ [2] الطَّبِيبَ قَالَ: إِنِّي لَقَاعِدٌ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الرَّشِيدِ، إذ أَتَى يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ، وَكَانَ يَدْخُلُ بِلا إِذْنٍ، فَلَمَّا قَرُبَ سَلَّمَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ الرَّشِيدُ رَدًّا ضَعِيفًا، فَعَلِمَ يَحْيَى أَنَّ أَمْرَهُمْ قَدْ تَغَيَّرَ، فَأَقْبَلَ عَلَى الرَّشِيدِ وَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، يَدْخُلُ عَلَيْكَ أَحَدٌ مَنْزِلَكَ بِلا إِذْنٍ؟
فَقُلْتُ: لا! قَالَ: فَمَا بَالُنَا يُدْخَلُ عَلَيْنَا بِلا إِذْنٍ؟
فَوَثَبَ يَحْيَى فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدَّمَنِي اللَّهُ قِبَلَكَ، وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلا شَيْءٌ خَصَصْتَنِي بِهِ، وَالآنَ فَأَكُونُ فِي الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَهْلِ الإِذْنِ إِنْ أَمَرْتَنِي.
فَاسْتَحْيَا الرَّشِيدُ، وَكَانَ مِنْ أَرَقِّ الْخُلَفَاءِ، وَأَطْرَقَ ثُمَّ قَالَ: مَا أَرَدْتُ مَا تَكْرَهُ، وَلَكِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ.
قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ لَمْ يَسْنَحْ لَهُ جَوَابٌ يَرْتَضِيهِ، ثُمَّ خَرَجَ يَحْيَى [3] .
وَقِيلَ: إِنَّ ثُمَامَةَ بْنَ أَشْرَسَ قَالَ: أَوَّلُ مَا أَنْكَرَ يَحْيَى بن خالد من أمره أنّ
__________
[1] انظر عن مقتل جعفر البرمكي في:
تاريخ خليفة 458، وتاريخ الطبري 8/ 287 وما بعدها، والعيون والحدائق 3/ 306 وما بعدها، ونشوار المحاضرة للتنوخي 7/ 74، 75، والكامل في التاريخ 6/ 175 وما بعدها، والبدء والتاريخ 6/ 104، 105، ومروج الذهب 3/ 384 وما بعدها، والفخري في الآداب السلطانية لابن طباطبا 205- 210، وأمالي المرتضى 1/ 101، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 79 وما بعدها، وتاريخ حلب للعظيميّ 235، ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج 494، ووفيات الأعيان 1/ 328- 346، والعقد الفريد 5/ 58 وما بعدها، والإمامة والسياسة لابن قتيبة 2/ 203 وما بعدها، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 145 وما بعدها، ونهاية الأرب للنويري 22/ 135 وما بعدها، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 16 وما بعدها، ومرآة الجنان لليافعي 1/ 404 وما بعدها، والبداية والنهاية لابن كثير 10/ 189 وما بعدها، ومقدّمة ابن خلدون (مصوّرة دار إحياء التراث، بيروت) 136، وتاريخ بغداد 7/ 152- 160 رقم 3606، والنجوم الزاهرة 2/ 121. وستأتي ترجمته في الوفيات من هذا الجزء، مع مصادرها.
[2] هو جبرائيل بن بختيشوع بن جورجيس بن بختيشوع. (تاريخ الزمان لابن العبري 18) .
[3] تاريخ الطبري 8/ 287، 288، الكامل في التاريخ 6/ 177، خلاصة الذهب المسبوك 145، 146 وفيه أن القائل «بختيشوع» .

الصفحة 23